الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مصطفى الزرعوني يتحدث عن تجربته «الإنجليزية»: الصحافة الأجنبية «المحلية».. تحديات كثيرة وفرص كبيرة

مصطفى الزرعوني
18 سبتمبر 2021 00:21

أبوظبي (الاتحاد) 

لعبت الصحافة الصادرة باللغة الإنجليزية دوراً مهماً في المشهد الإعلامي بالإمارات، ومثلت منذ انطلاقها بقوة أواخر السبعينيات إضافة نوعية لصناعة الإعلام بالدولة.. لكن ظل السؤال يتردد كثيراً بشأن مدى حضور المواطنين ضمن العاملين فيها، وكيف يؤثر ذلك على طبيعة تغطياتها؟.الآن يتردد السؤال مجدداً مع انتهاء فترة عمل الكاتب والإعلامي الإماراتي مصطفى الزعوني رئيس تحرير لصحيفة خليج تايمز الصادرة باللغة الإنجليزية.
بدأ الزرعوني مسيرته في الصحيفة منذ 2009، وعلى مدار 12 عاماً تدرج في مختلف المهام الصحفية حتى تولى أعلى منصب تحريري، لكن في 6 سبتمبر الجاري غرد عبر «تويتر» قائلاً: «اليوم أنهي علاقتي بصحيفة الخليج تايمز @khaleejtimes بعد مسيرة استفدت وأفدت فيها منذ العام 2012 ونترك المجال لرئيس تحريرها الجديد، وأتمنى له التوفيق @vinaykamat». 
عن تجربته المنتهية، يقول الزرعوني إن الصحافة الصادرة بالإنجليزية في الإمارات هي الأقوى من نوعها بمنطقة الخليج، إن لم يكن في العالم العربي عموماً، لكنها تعاني بالفعل من غياب العناصر المواطنة التي يمكن أن تمنحها قدراً مما قد تفتقده.
وأغلب العاملين في تلك الصحف، خاصة القديمة منها هنود وباكستانيون مع عدد محدود للغاية من العرب، مما قد يؤثر بطريقة أو بأخرى على طبيعة التغطيات، ليس فقط بالإمارات، بل في منطقة الخليج العربي عموماً-. الزرعوني -أكثر من غيره - يدرك جيداً الفرق بين طبيعة التغطيات في الصحافة المحلية العربية والإنجليزية. فله تجربة مميزة استمرت 7 سنوات بجريدة البيان قبل انتقاله إلى «خليج تايمز». وربما حاول تدارك الأمر في تجربته «الإنجليزية»، لكن يبدو أن التحديات كانت كثيرة، وبعضها يتعلق طبعاً بهوية القراء وأشياء أخرى. يقول الزرعوني لـ «الاتحاد» إن أغلبية قراء الصحافة الأجنبية في الإمارات هنود وباكستانيون وجنسيات أخرى غير عربية، لذلك فالاهتمام الأساسي ينصب على ما يهم المقيمين من هذه الجنسيات، سواء تعلق الأمر بقضايا داخل الإمارات أو في الدول التي قدموا منها.
وأدى ذلك – حسبما يرى - إلى صعوبات داخل غرف الأخبار في الوصول إلى فهم كامل لطبيعة المجتمع المحلي أو الحساسيات الثقافية الخاصة به أو طرح قضاياه الجوهرية بمختلف أبعادها.. حتى القضايا العربية عموما ربما يجد البعض صعوبة في فهم تعقيداتها، على الرغم من الجهد الكبير لتقديم صحافة مميزة.
في هذا الإطار، يبدو الجانب الخدمي، هو الغالب على التغطيات الصحفية. فشريحة كبيرة من القراء اعتادت شراء هذه الصحيفة أو تلك، لمتابعة تفاصيل مهمة من الحياة اليومية، مثل أسعار الذهب مثلا أو العملات أو أحوال السوق العقارية، أو حتى رسوم خدمات أساسية أو أخبار شخصيات شهيرة، هنا أو هناك.
أدى ذلك، إلى توسع الصحافة الأجنبية المحلية في التوجه مباشرة إلى جمهورها، فصارت الأندية والمناسبات والمدارس والمراكز الثقافية الآسيوية المتنوعة محوراً لتغطيات خدمية يومية من أجل ضمان ولاء الجمهور، كما يقول الزرعوني. ويضيف: «الصحافة الإنجليزية المحلية تمثل رابطاً بين شريحة من القراء والوطن الأم».
في هذا السياق إذن ليس ثمة مجال كبير للتغطيات السياسية. 
ومع ذلك استطاعت الصحافة الأجنبية المحلية أن تستقطب جمهوراً عريضاً غير عربي بالأساس، يتابعها حتى من خارج الإمارات.
ونسبة كبيرة من القراء بالفعل تعيش خارج الدولة، بحسب القراءات على الإنترنت.
يشير الزرعوني إلى أن كثير من مراكز الأبحاث والمؤسسات الجامعية والدبلوماسية وحتى مراكز صنع القرار في شتى أرجاء العالم، تتابع تلك الصحف لمعرفة المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالدولة.
والمفارقة أن معدل القراء من الولايات المتحدة ربما كان ثالث أعلى معدل دخول بعد الهند وباكستان، إلى جانب متابعات من أوروبا وبقية أنحاء العالم، حيث أصبح «مجرد وجود اسم أبوظبي أو الإمارات أو دبي في قصة خبرية يستقطب اهتمام كثيرين حول العالم»، بحسب الزرعوني.
فهذه الصحف استثمرت فعلاً اسم الإمارات لاستقطاب المزيد من القراء عبر العالم.
ومن واقع تجربته عبر ضفتي الصحافة - العربية والإنجليزية - في الإمارات، يرى رئيس التحرير السابق لـ «خليج تايمز» أنه لابد من جهد أكبر في الصحافة العربية لتلمس اهتمامات الناس بطريقة مختلفة وتقديم قصص جديدة أكثر جاذبية لاستقطاب المزيد من القراء والإعلانات، مؤكداً أنه لابد من فتح النقاش داخل الصحافة المحلية لتطوير مختلف مناحي العمل الصحفي. أما بالنسبة للصحافة الأجنبية فلابد من أن تكون أكثر انفتاحا على الداخل.. لكن من يدري .. ربما كان غياب المواطنين في صالات التحرير بتلك الصحف سببه إحجامهم عن خوض التجربة لهذا السبب أو ذاك ؟

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©