الثلاثاء 21 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

رندة بن حيدر: مهرجان التراث البحري ملتقى الأجيال

رندة بن حيدر: مهرجان التراث البحري ملتقى الأجيال
28 مارس 2022 01:37

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

بنجاح كبير، أسدل الستار على مهرجان التراث البحري الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي من 18 إلى 27 مارس في منطقة «عَ البحر» على كورنيش أبوظبي.. حيث أكدت رندة بن حيدر مدير إدارة الفعاليات والمنصات الثقافية في دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي أن الحدث سرد في نسخته الأولى قصص الأجداد وكفاحهم، عبر مجموعة من الفعاليات والأنشطة والمشاهد الحية، ضمن أجواء متفردة مفعمة بالإثارة والتشويق، ومن خلال قالب إبداعي، تماهى فيه القديم والحديث، ليحكي قصص الماضي والحاضر، والتطلع إلى المستقبل.

وأشارت إلى أن المهرجان استحضر ماضي الأجداد الذين صادقوا البحر وبنوا بفضله نمط حياة ازدهر واستمر طويلاً، وأسسوا معه مهارات وفنوناً تتناقلها الأجيال، مثل صيد السمك، والتجارة، والغوص للبحث عن اللؤلؤ، وسواها من الفنون والحرف التي ارتبطت بذاكرة أهل الإمارات.
في ضوء تنامي أهمية التراث والحفاظ على العلاقات التي تربط الناس بمحيطهم، جاء المهرجان لينسج شباكاً كالتي حاكها الأسلاف، من خلال تجربة حية مذهلة ومتنوعة، أعادت إحياء الماضي العريق، عبر عدة مكونات وعناصر سلطت الضوء على التراث البحري.. حيث أكدت رندة بن حيدر أن هذا المهرجان والذي يعد الأول من نوعه جاء نتيجة عمل كبير ومتكامل، وبناء على لقاءات مباشرة مع مجموعة من الحرفيين والنواخذة، حيث تم تسجيل مجموعة من التفاصيل الدقيقة المرتبطة بالبحر وثقافته واستلهام العديد من الأفكار من قصصهم وحكاياتهم، مشيرة إلى أن الهدف من ذلك هو ترسيخ هذا التراث الأصيل ومد الجسور بين الماضي والحاضر ونقل هذه الخبرات للأجيال القادمة عبر تأسيس إطار معين لتعليم الحرف المرتبطة به وحفظها من الاندثار، بما يشبه «بيت الحرفيين» و«بيت القهوة».

تحفيز الشباب
ولفتت إلى أن هناك الكثير من الحرف البحرية معرضة للخطر، لذا فإن المهرجانات من هذا النوع تحفز الشباب وتجعلهم يفكرون في طريقة استمرارية هذا الموروث العريق والتفاعل معه، إلى جانب التفكير في الأدوات المستعملة قديماً والتي استمدها الأجداد من الطبيعة، حيث كانت كلها صديقة للبيئة وغير ضارة بها، مثل القراقير المصنوعة من سعف النخيل، وصناعة الشاش والحبال وغيرها من الحرف، حيث أوجد الأجداد أساليب للعيش بطرق إبداعية مستدامة، حيث يجري التفكير في استعادة هذا الإرث الكبير ضمن إطاره الأصيل. 

استدامة
وأوضحت أن للمهرجان عدة أهداف ورسائل، منها أن يصبح للشباب وجود ورغبة ضمن هذه المهن والصناعات التراثية البحرية وذات العلاقة بالبحر، مثل حرفة «الحدادة» شبه المنقرضة، وكان الحداد يصنع الأدوات القديمة المرتبطة بالبحر مثل أدوات فلق المحار، ومختلف أدوات الصيد، ومن الأهداف الأخرى إحياء الصيد المستدام قدر الإمكان، وتقليص البصمة الكربونية وعدم الإضرار بالبيئة البحرية، عبر إعادة إحياء طرق الصيد القديمة، باستخدام الأدوات الصديقة للبيئة المستخرجة من الطبيعة. 

تعطش للطبيعة
وذكرت أنها لاحظت تعطشاً للعودة للطبيعة واستعداداً لتعلم بعض الحرف والإقبال على كل ما هو قديم ومستدام وأن الفرصة سانحة لاستثمار هذه المعطيات وترسيخ هذا التراث، حيث قالت: جاء فضاء المهرجان يشبه الماضي، حيث يسمح للناس بالمشي على الرمال تحت الشمس ومشاهدة الحرفيين وهم يعملون بالطريقة التقليدية، إلى جانب عرض المواد الطبيعية مثل الحناء والبهارات والقهوة وسواها من التفاصيل التي كانت مدروسة وكفيلة بأن تجعل الزوار يعيشون تجربة تحاكي أجواء الماضي بأدق تفاصيله، حيث لاحظنا تعطشاً كبيراً للعودة للطبيعة خلال هذه الفترة، مما سيحفزنا للعمل أكثر وفتح المجال وتشجيع هذا الجيل وتمكينه لحمل رسالة حفظ التراث عبر ممارسة وفق أساليب ومنظور يناسب تطلعاته. وأضافت: عزز حضور الناس للمهرجان وهم يرتدون الملابس التقليدية المشهد التراثي بتلقائية تامة، شكلوا جزءاً من الحدث وتفاعلوا معه إلى حد كبير، مما جعلنا سعداء بهذه التجربة التي جمعت العوائل والأسر ومحبي التراث البحري. 

مخاطبة الشباب 
ونوهت  مدير إدارة الفعاليات والمنصات الثقافية في دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي إلى أن المهرجان حرص على استحضار كل عناصر التأثير، عبر الروائح والأصوات والمشاهد الحية التي خاطبت الحواس وأيقظت الحنين إلى الماضي، مما أعطى نوعاً من الإلهام للمتلقي، مضيفة: شبابنا متعطش لمثل هذه المهرجانات والأفكار غير التقليدية، سيحرضهم هذا المهرجان وسيعملون على بناء مشاريع مستوحاة من التراث البحري الأصيل، وهذا بالفعل تجسد في مجموعة من المشاريع الشبابية التي شاركت في المهرجان.

أرضية قوية
وعن آليات توثيق الحرف والمهن التراثية التي تم حصرها، نبهت إلى أن المهرجان شكل أرضية قوية للبحث من خلال عمل متكامل للفريق، فقد تم تسجيل الحرف المتبقية من مهن البحر، وندرس البرامج المناسبة لإحياء هذه الحرف، حيث تختلف صيغة برامج إحياء فنون الأداء عن تلك المتعلقة بالحرف التراثية، وهناك جرد للتوثيق نفسه، حيث نحاول مسح جميع المهن وتوثيقها، لتوفير قاعدة بيانات وذلك عبر حملة توثيق كبيرة في المهرجان من خلال مجلس النواخذة، حيث ندوِّن جميع التفاصيل التي يتحدثون عنها، ونوثق كل حرفة على حدة بالصوت والصورة والحركة، عن طريق المقابلات، وقبل المهرجان عملنا على توثيق أهازيج البحر كاملة وأوجه التشابه بين فرق الأداء، بحيث ستشكل النسخة الأولى من المهرجان أرضية كبيرة لعمل ضخم، وعملت جامعة نيويورك أبوظبي كشريك في المهرجان على الأرشفة الصوتية لمختلف فرق الأداء، إلى جانب باقي الأصوات، وسيعقب ذلك خطوات أخرى لإخراج العمل في أفضل صورة.

المراكز الفنية
قالت رندة بن حيدر إن المهرجان شكّل ملتقى لتجميع المعلومات بأدق تفاصيلها عن طريق تشغيل الحرف، وهناك الكثير من الأفكار التي نعمل على تطبيقها ويأتي على رأسها تنظيم ورش لتعليم الأطفال والشباب، كما سيكون هناك إطار جديد ومنصة جديدة لتعليم الشباب والأطفال هذه الحرف وضمان استمرارها حتى لا تندثر، وذلك من خلال المراكز الفنية والمكتبات وقنوات عديدة. 

زيادة أعداد ممارسي الحرف
يعتبر سجل أبوظبي للحرفيين أحد التوجهات الثقافية التي أطلقتها دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي لصون التراث واستدامة ممارسته من خلال حصر ممارسي الحرف والصناعات التقليدية، وتوزعهم الجغرافي وإسهاماتهم في المحافظة على تلك المنتجات، إضافة لتعزيز مكانة المنتجات التقليدية في الناتج الوطني وبيانات أخرى تسهم في تحقيق أهداف هذا السجل وغاياته، بهدف زيادة أعداد ممارسي الحرف والصناعات التقليدية، لاسيما فئة الشباب وتطوير المنتج التقليدي، بحيث يضاهي المنتجات العالمية ذات الصلة، ودعم ممارسي الحرف والصناعات القديمة، وزيادة دخل الحرفيين والأسر المنتجة.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©