الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الدِلالة».. حِنكة واقتدار

محمد المرزوقي يستعرض مهنة «الدِلالة» (تصوير: عادل النعيمي)
26 ابريل 2022 02:15

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 

«الدِلالة»، وهي بيع الأسماك عن طريق المزاد، ثقافة متأصِّلة منذ القِدم في المجتمع الإماراتي، وموروث شعبي ارتبط بالذاكرة الجمعية لأهل البلد، رافقتها طقوس وعادات وتقاليد ارتبطت بالرجال والصيادين الذين أوجدوا بذكائهم الفطري صيغة لبيع الأسماك بالجملة وإدارة السوق باقتدار.

الحَكَم
تُعتبر «الدِلالة» مهنة أساسية لأهل الساحل الذين اتخذوا من الصيد وظيفة يومية لهم، واشتهر «الدلّالون» وباتوا علامة فارقة في مجتمع الصيادين لما عُرف عن مهارتهم. ويتواصل معهم الصيادون للوقوف على بيع أسماكهم وتصريفها بحِنكة داخل سوق السمك. و«الدلّال» هو الحَكَم والمنصف للصياد والمستهلك والتاجر والمسيطر في الميدان، يتميز بعدة مهارات يحدِّد قيمة المعروض بالعين ويعاين ويفتح المزاد بناء على الكمية والنوع. 

«الكراني»
قال محمد حسن أحمد علي المرزوقي، «دلّال» ومدير إدارة المتابعة العامة في جمعية أبوظبي التعاونية لصيادي الأسماك: «الدِلالة» مهنة ارتبطت بالإماراتي، تعكس عادات وتقاليد أهل الساحل وتُعتبر من الموروث الأصيل. أما «المزاد» فلا يزال يُعقد بطريقة الأوّليين حيث يتولى «الدلّال» مسؤولية تقييم أنواع وجودة الأسماك وتحديد مدى طراوتها وتصنيفها ورصد كمياتها بالعين أو بالمقاييس المتاحة وإدارة المزاد.
ويُعتبر «الدلّال» الحكم بين البائع والمشتري ويصاحبه كاتب يدوِّن الأسعار ويُجري العمليات الحسابية ويعرف بـ «الكراني».

المزاد
وأوضح المرزوقي أن سوق السمك من أبرز الأسواق الشعبية، كونه يحظى بشهرة واسعة ويستقبل الزوار يومياً مع ساعات الصباح الباكر. ويتميز بتشكيلة كبيرة من الثمار البحرية الطازجة المعروضة للبيع والأسماك المحلية، ويُعتبر وجهة مفضَّلة على مدار الأسبوع. وذكر أن سير عمل «الدلّال»، هو نفسه حتى اليوم، من حيث مراعاة جودة مراسم «الدِلالة».

منافسة النساء
وقال محمد المرزوقي إن «دِلالة» الأسماك تبدأ بعرض الإنتاج السمكي أمام الراغبين في الشراء، وبعد معاينتها جيداً والتأكد من سلامتها، يُطرح السعر بناء على ما يراه الصياد مناسباً، وبعدها يقوم «الدلّال» بالترويج للسعر بمكبِّر الصوت حتى يسمع الجميع. ويبدأ يزوِّد السعر، ويتبارى المشترون وتعلو الأصوات ضمن أجواء تنافسية. والنساء كن يشاركن في المزاد وينافسن الرجال في شراء كميات الأسماك لإعادة بيعها في السوق.

ترويج
وأشار المرزوقي إلى أن «الدِلالة» نوع من الترويج ترافقها بعض الطقوس، حيث يبدأ «الدلّال» بكلمة «هل من زود». وكانت المزادات تجري على ضفاف موانئ صيد الواجهات البحرية، للإعلان عن بدء بيع محصول الأسماك الواردة عبر قوارب الصيد حيث تُعرض مباشرة من البحر للمزاد. 

مسؤولية
وتتطلَّب «الدِلالة» حنكة وخبرة، وتُعتبر مسؤولية كبيرة في إدارة السوق ومراقبة بعض الخروقات والتصدي لها.

وذكر المرزوقي أن «الدلّال» تحتِّم عليه مهنته الوقوف ضد التصرُّفات الغريبة التي تسيء إلى الثروة السمكية، والتي تؤدي إلى أضرار على الحياة البحرية. وبالنسبة للجانب التنظيمي، فالصياد مُلزم بانتظار دوره، إذ تبدأ المزايدة بأول الصيادين الواصلين ويكون للصياد الرأي النهائي في الموافقة على سعر البيع أو رفضه.

مكبِّر الصوت
الأسماك في المزادات يكون سعرها أقل بكثير من المَحال ودكاكين البيع في السوق. وكان المزاد يعتمد قديماً على رفع الصوت ليصل إلى الجميع، حيث كانت أعداد الزبائن قليلة، والأسعار ترتفع بسرعة، لذلك استُخدم مكبِّر الصوت ليسمع القريب والبعيد. أما رحلة المزاد فتكون على فترتين، صباحية ومسائية.

عرض البحر
بعض «الدلّالين» اشتهروا وسط مجتمع الصيادين كأفضل «دلّالين»، حيث يقوم الصيادون بالاتصال بهم في مختلف الأوقات ليخبروهم بأنهم قادمون من عرض البحر إلى سوق السمك. ويحجزونهم لبيع حصادهم من الأسماك.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©