سيؤول.. الساحرة

نسرين درزي (أبوظبي) 

لا نكشف سراً عند القول إن خيار السياحة في كوريا الجنوبية لا يشبه أي دولة آسيوية أخرى، ليس فقط لجَمال طبيعتها التي تتسم باللون الوردي ربيعاً مع تفتح أزهار الكرز، ولا لروعة بساطها الأصفر خريفاً حينما تتساقط أوراق الشجر، وإنما أيضاً لتنوعها الهائل الذي يجمع في مشهدية واحدة بين المناظر البديعة وعراقة التقاليد المتداخلة بانصهار متجانس مع العصرنة الرقمية. وبالتركيز على العاصمة سيؤول، يطول الوصف بدءاً بشوارعها العريضة وبيوتها العتيقة إلى معالمها التقليدية ومرافقها الحديثة والمتجددة، حيث يلفتك كل جديد آسر في عالم التكنولوجيا الحاضرة أينما وقع نظرك، وفي كل مكان تطأه قدماك. 

بضعة أيام.. لا تكفي
عند التفكير بالسفر إلى كوريا الجنوبية بقصد السياحة مع العائلة أو حتى لقضاء مهمة عمل، لا بد أن تضع في اعتبارك أن بضعة أيام لا تكفي، إذ إن ما ستشاهده على أرضها، سيدفعك حتماً لطلب التعرف على المزيد والتنقل بين مدنها رغبة في عيش أوقات مغايرة تضيفها إلى رصيد تجاربك الشائقة. 
بداية الرحلة قد تكون على الأرجح من مدينة سيؤول التي تُتيح خيارات استكشاف لا تُحصى، كزيارة جبل نامسان والتحليق بـ «التلفريك»، وكذلك الاطلاع على أيقوناتها المعمارية من المتاحف إلى الأبراج وقصورها الـ 5 الضخمة، والتجول في «الحديقة السرية» الشهيرة التي تضم شجرة عملاقة يزيد عمرها على 300 عام. وعند الاستراحة في أحد مطاعمها، لابد من تجربة «الكيمتشي» وهو طبق كوري تقليدي يُعرف بأنه واحد من أكثر الأطعمة الصحية في العالم.

معالم وأيقونات
تشمل قائمة أبرز العناوين التي يُنصح باستكشافها من قرب عند زيارة مدينة سيؤول، مجموعة من المعالم الطبيعية والوجهات التاريخية والمرافق الترفيهية، عدا عن الحدائق والمتنزهات التي تشكل فسحة استجمام بين جولة وأخرى. ومع وجود عشرات المواقع الشهيرة في المدينة، لا بد من الاطلاع على باقة من أبرزها:
- برج إن سول، وهو برج اتصالات ومراقبة يصل ارتفاعه إلى نحو 500 متر ويوفر إطلالات بديعة على المدينة من موقعه على كتف جبل نامسان. يضم 4 طوابق مراقبة، بينها مطعم دوار ومعرض للفن الإعلامي يقدم عبر 40 جهاز ليزر، عرضاً افتراضياً يرسم خرائط خماسية الأبعاد.
- قرية بكتشون التراثية، تقع في وسط المدينة بين قصرَي كيونغ بوك غونغ وتشانغدوكونغ. تمنح الزائر فرصة استكشاف كيف كان نمط العيش في كوريا قبل 600 عام.
- المتحف الوطني الكوري، يُعتبر أحد أكبر المتاحف في آسيا، يُتيح التعرف على تاريخ البلاد عبر القطع الأثرية ومجموعة متفردة من الأعمال الفنية للسكان المحليين منذ عصور. 
- قصر جيونج بوكجنك، هو أكبر القصور المشيدة في سيؤول خلال عهد مملكة جوسون، والقصر الملكي الرئيس لأسرة جوسون الشهيرة وأحد أقدم المباني في المدينة، إذ يعود تاريخ بنائه إلى العام 1359. يتميز القصر بهندسته المعمارية الرائعة، وقد تم ترميمه في القرن التاسع عشر، وأُعيد لاحقاً تصميم 7700 غرفة فيه. في بداية القرن العشرين، تم تدمير معظم أجزائه وتسجيله كمتحف وطني عام للبلاد، ثم أصبح من أهم مراكز الجذب السياحي بحيث يمزج بين الهندسة المعمارية القديمة والهندسة المعاصرة اليوم. ويضم مجموعة من التحف والأعمال الفنية القيمة.
- بوابة غوانغوامون، الشامخة عند مدخل قصر جيونج بوكجنك، تُعتبر وجهة ثابتة للصور التذكارية الدالة على قِدم سيؤول، وتكمن أهميتها بصمودها لأكثر من 6 قرون وبقائها على هيأتها الأصلية حتى بعد تطويرها باستخدام المواد التقليدية. وتزين ساحتها الفسيحة نافورة عملاقة يجتمع حولها السياح من مختلف الجنسيات، وبعض المجسمات الضخمة لقادة عصر جوسون.
- البيت الأزرق، هو النسخة الكورية من البيت الأبيض، والذي شيِّدت مبانيه على الطراز التقليدي للعمارة المحلية التي تتميز بأسقف قرميدية زرقاء. تُتيح للزوار جولات استطلاع على أجزاء من مجمع القصر، بما فيها غرف الاجتماعات والاستقبال وحديقة الورود.

حدائق فاتنة
- نهر تشونج جاي تشون، هو أحد المقومات الطبيعية الجاذبة في سيؤول، تحوّل إلى منطقة ترفيهية حضرية تُتيح ممارسة الأنشطة في الهواء الطلق، وركوب الدراجات الهوائية، وعلى ضفته يُقام مهرجان سيؤول للفوانيس.ـ حديقة بوخانسان الوطنية، تُعرف بـ «جبل المثلث» تيمناً بقممها الـ 3، وتتمتع بالتنوع البيولوجي وبما تضمه من نباتات وحيوانات نادرة، عدا عما تكشفه طبيعتها من وديان وتلال ومواقع تراثية.
- عالم لوت Lotte Worl، يُعتبر من أكبر مدن الملاهي الترفيهية في العالم، يضم «ماجيك آيلاند» أو الجزيرة الساحرة، و«أدفنتشر»، وجزيرة اصطناعية تحوطها بحيرة وفيها متحف شعبي ومسارح وملاعب رياضية فسيحة.ـ متنزه سيؤول الكبير Seoul Grand Park، من أكبر المتنزهات في العالم، يقع على مساحة شاسعة داخل المدينة، ينقسم إلى عدة أجزاء مستقلة، ويضم حديقتَي حيوانات للكبار للصغار، وحديقة ورود، وحديقة ألعاب، ومسارات للمشي، ومتحف سول للفن الحديث. 
- حديقة الأطفال الكبرى، مصنّفة ضمن أفضل الأماكن السياحية للعائلات في سيؤول، تمتد على مساحة 530 متراً مربعاً، وتتميز بمساحاتها العشبية الفسيحة وبمرافقها وأنشطتها المتنوّعة، ككرة القدم والتنس، إضافة إلى بركها المائية ونوافيرها فائقة الجمال وما تضمه من منحوتات غريبة الطراز وفصائل نادرة من الحيوانات والطيور. 

أخبار ذات صلة

كوريا الجنوبية تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي

قمة أقريقية- كورية في يونيو المقبل

لباقة شعب
الأسواق التقليدية في سيؤول، هي من أهم المواقع التي يتردد عليها السياح، لا للتبضع وحسب، وإنما لاستكشاف سمات هذه المدينة وعادات سكانها، حيث تُعتبر من أفضل الأماكن للتعرف من قرب على طبيعة الشعب الكوري وحسن استقباله ولباقة تعامله مع الزوار من مختلف الثقافات.

مطار.. ترفيهي
مطار إنتشون الدولي، هو أكبر مطار في كوريا الجنوبية. يقع على بُعد حوالي 47 كيلومتراً من محطة سيؤول كوريا، وهو الأقرب إلى المدينة ومن الأكثر ازدحاماً في البلاد. يضم العديد من المنشآت الترفيهية، كنادٍ صحي ومنطقة لألعاب الأطفال، وأخرى للتزلج على الجليد، وملعب غولف.

جزيرة جيجو
تعتبر جزيرة جيجو البركانية، من أجمل العناوين السياحية في كوريا الجنوبية، حيث تُتيح للزوار ملاذاً ممتازاً للاسترخاء والاستجمام وسط الطبيعية الآسرة، بدءاً بشواطئها المنعزلة إلى إطلالاتها على الجبال والمساحات الخضراء التي تكفي لإقامة هانئة بعيداً عن صخب الحياة اليومية.

بوسان
بوسان، هي ثاني أكبر مدن كوريا الجنوبية، تتمتع بباقة من أجمل الوجهات السياحية في البلاد، لما تحتضنه من مواقع طبيعية خلابة، بما فيها الغابات الجبلية والشواطئ. كما تحتوي على الكثير من المعالم التاريخية والثقافية التي تجدر مشاهدتها.

ناطحات وأصالة 
تتميز كوريا الجنوبية بسياحة مزدهرة يتمازج فيها التاريخ مع التطور، وتتسم عاصمتها سيؤول بناطحات السحاب والعمارة الحديثة، جنباً إلى جنب مع القرى التقليدية المحافظة على نمطها التراثي الأصيل.