الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

لوحات نوال العامري تتغنى بالتراث

تصوير: وليد أبوحمزة
23 يونيو 2023 01:04

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
نوال العامري فنانة تشكيلية إماراتية ترتبط بالأماكن، وترى في المفردات والعناصر التراثيّة رافداً غنياً لتشكيل لوحاتها وتكويناتها، بدءاً من الصحراء التي ترعرعت فيها، وتشبعت بألوانها وجمالياتها، فجاءت معظم أعمالها ترابية اللون. 
ترسم نوال العامري منذ أكثر من 20 عاماً، وهي دائمة الغوص في الماضي البعيد، حيث تجسد بألوانها وأدواتها صوراً من الموروث الثقافي الأصيل، وتنقله إلى المتلقي في قالب تشويقي تدمج فيه الألوان والأشكال، ليأتي مفعماً بالمشاعر ويخاطب الحواس والتفكير في ما كان يقوم به الأجداد وما أوجدوه بفعل ذكائهم من أعمال وحرف يدوية أعانتهم على الحياة.

استدامة الموروث
العامري تحمل مسؤولية نقل الموروث واستدامته عبر ريشتها وألوانها للأجيال المقبلة، لتعزيز الهوية الوطنية في نفوسهم، لذا استلهمت من عناصر التراث الذي تغلغل في وجدانها، أعمالاً بألوان التراب والرمال التي تشبعت بها عيناها، كما وظفت مفردات التراث في كل لوحاتها، فجاءت برائحة الخوص والحطب والتراب والبحر محملة بالمشاعر والحنين، وترجمت عشقها وشوقها للمكان الذي ترعرعت فيه.
بيئة محلية
ترى العامري، أن البيئة المحلية تشكل المادة الأهم والأبرز لأعمالها، وتعتبرها لغة تتواصل بها مع مختلف زوار المعارض التي تشارك فيها سواء داخل الدولة أو خارجها، فقد كرّست أعمالها الفنيّة لتوثيق هذا الموروث، عبر لوحات فنية ضمنتها الكثير من معالم ومكونات البيئة، مثل الأسواق القديمة والفضاءات العامة ورمال الصحراء والبحر والصناعات التراثية، والمشغولات اليدوية والسيوف والخناجر وبيت السدو والشجر وبيوت القصب والطين، والأبواب العتيقة وسواها.

ابنة البادية
تؤمن العامري، أن التراث قابل لإعادة اكتشافه من خلال الفن المعاصر، مؤكدة أنها بنت تجربتها الفنية الخاصة على معطيات التراث وخصائصه المتفردة، وما زالت تستكشف كل يوم جانباً جديداً في هذا الموروث، موضحة أن علاقتها بالريشة والألوان بدأت منذ كانت طفلة صغيرة، وكان لوالدها ووالدتها الفضل في تشجيعها ووضعها على الطريق الصحيح، حتى طورت نفسها بنفسها ولمست عشقها الألوان، إلا أن لون الأرض بقي لونها المفضل، وذلك لارتباطها بالصحراء وجدانياً، كونها ابنة البادية التي تشربت من نبعها، القيم الاجتماعية النبيلة والشجاعة والإنسانية.

رسالة وهدف
تحرص العامري في أعمالها، التي تتجاوز الـ 50 لوحة فنية بمختلف الأحجام، على إبراز جمال طبيعة وتراث الإمارات، موضحة أن هدفها الرئيس يتجلى في استكشاف الموروث وعراقته وطبيعة الإمارات وجمالها وتنوعها. وتقول: هدفي ترسيخ ونشر التراث، وإعادة استكشافه بطريقتي الخاصة، أعشق رمال الصحراء، أحب سكون الليل الذي يعيطني مساحة أكبر للخيال، وأسعى لاستحضار مكوّنات المكان، وتوظيفها في أعمالي، وأركز على كل ما يرمز إلى الشموخ والرفعة والأصالة والجمال في بيئتنا النابضة بالجمال.

ذكريات تبقى
عن رأيها في رسومات الجيل الجديد، تقول: إن تدخلات وسائل التكنولوجيا في تشكيل وعي الأطفال والشباب، منحتهم خيارات واسعة، لكن يبقى الرسم التقليدي محملاً بالمشاعر والأحاسيس، فمن خلال الريشة نتعامل مع أدوات وألوان وأشكال وذكريات وصور يختزنها الوجدان، ما يجعل كل عمل يحمل قصة ويروي حكاية، ويترجم واقعاً عبر لوحات تستنطق الجمال.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©