الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

رحّالة.. على خطى الأجداد

مبارك الحمادي مع فريق الرحالة المغامرين يرفعون علم الإمارات (الصور من المصدر)
29 ديسمبر 2023 02:41

‏لكبيرة التونسي (أبوظبي)
على نهج الأجداد، يعشق المغامر مبارك علي الحمادي، الترحال واستكشاف طبيعة الإمارات الغنية بجبالها وبحارها وصحرائها وسهولها وهضابها وتضاريسها. 
ويروي قصة الأماكن التي يقصدها حول العالم، مؤكداً أنه كلما وصل إلى قمة جبل ما، سعى إلى ما هو أعلى، فطموحه لا حدود له، حيث يجد متعته في تسلق الجبال والسير لمسافات طويلة، وركوب الدراجات النارية والهوائية، إضافة إلى جمع الوثائق. وقد نجح الحمادي في الوصول إلى قمم الكثير من الجبال الشاهقة، وأسس فريقاً لمحبي المغامرات يضم أكثر من 200 عضو. 

عالم المغامرات
‏ويذكر الحمادي، أنه دخل عالم المغامرة منذ أكثر من 10 سنوات، حباً في استكشاف طبيعة الإمارات الغنية، لاسيما في موسم الشتاء، حيث الأجواء الآسرة، مؤكداً أن شغفه بالمغامرات دفعه لممارسة الكثير من الرياضات، ومنها رياضة «الهايكنج» وتسلق الجبال والتزلج على الرمال والغوص في البحر، لافتاً إلى أنه لهذه الرياضات حضوراً قوياً في الذاكرة الإماراتية، كما تشكل جزءاً من الموروث الثقافي والتاريخي، حيث كان آباؤنا وأجدادنا يغوصون في البحر للبحث عن اللؤلؤ، ويقطعون مسافات طويلة في الصحراء وعبر الجبال بحثاً عن الرزق والعيش الكريم.
مجتمع صحي 
يمارس الحمادي رياضاته المفضلة وهواياته التي يجد فيها سعادة بالغة، ويسعى لمساعدة الآخرين، عبر تشجيع المجتمع على جعل النشاط البدني أسلوب حياة من أجل مجتمع صحي. ويقول: أدعو الناس للاستمتاع بالأوقات الجميلة في بلادنا، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس فريق، passion for challenges، الذي يضم أكثر من 200 عضو لتشجيع مختلف الفئات على تبني ممارسات صحية إيجابية.

سفير السعادة 
وخلال ممارسة نشاطاته في مختلف أنحاء العالم، يأخذ الحمادي بعين الاعتبار تمثيل بلاده أفضل تمثيل، حيث يعتبر نفسه سفيراً لوطنه، لذا يحافظ على الموارد واستدامتها للأجيال، وينقل الروح الإيجابية لكل من حوله، سواء من أسرته أو أصدقائه أو في بيئة عمله، ما جعله يحصل على لقب «سفير السعادة والإيجابية» في وظيفته لأكثر من مرة.
قوة تحمل وإيجابية
‏لكل مغامرة تجربتها وقصتها التي يكتبها الحمادي يومياً، ومنها تعلم الصبر وقوة التحمل، ما انعكس على حياته. ويقول: تعلمت الكثير من الدروس خلال مغامراتي وأهمها الصبر والإرادة وتحمل المسؤولية والقدرة على التخطيط، كما اكتسبت الكثير من المهارات، منها استخدام الحبال والتأقلم مع البيئة الجبلية والاستكشاف والإسعافات الأولية وطرق إيقاد النيران والطبخ وسواها. وهذه الرحلات زودتني بالكثير من المعارف، والاحتكاك بالشعوب من حيث ملابسها وطعامها وفنونها وقيم التعايش والتسامح والألفة، وقد استطعت تكوين صداقات في كل دولة زرتها.

الاستعداد للرحلة
وعن الاستعداد للرحلات يورد الحمادي، أنه قبل كل رحلة أو مغامرة، تكون هناك خطة كاملة للتدريب، تتكون من 3 محاور رئيسة: الاستعداد البدني ورفع اللياقة لبناء العضلات المناسبة للمغامرة لمدة تتراوح بين 3 و4 أشهر ليكون المغامر قادراً على الركض فوق المرتفعات وركوب الدراجات الهوائية، ‏الاستعداد الذهني والنفسي والقراءة المكثفة للاطلاع على تجارب الآخرين مع الرغبة الحقيقية في الوصول للقمة، وإعداد وتجهيز الأدوات اللازمة من معدات التسلق والتخييم والملابس الملائمة لطبيعة المهمة وتحديد حجم ونوعية الطعام وكمية المياه وأدوات الاتصال وحقيبة الإسعافات الأولية والتدرب عليها.
العَلَم عالياً
‏ويسعد الحمادي برفع علم الإمارات فوق قمم الجبال ليشعر بالفخر والاعتزاز، وعن ذلك يقول: حملت علم بلادي عالياً أثناء الركض فوق قمم الجبال، لاسيما جبل جيس، جبل حفيت، جبل الرابي بخورفكان، الوريعة، شوكة، وادي العبادلة، والطويين». كما زار جبال هملايا، و«كليمنجارو» في تنزانيا، وجبل شمس في سلطنة عمان، إضافة إلى عدد من قمم الجبال في تايلند وكوستاريكا والبرازيل والولايات المتحدة والنمسا.

الأمن والسلامة
بعد تجربة دامت 10 سنوات، يؤكد الحمادي ضرورة الالتزام بتعليمات الأمن والسلامة، من ارتداء الزي واستعمال الأدوات المناسبة لطبيعة الرياضة أو الهواية، لتحقيق الاستمتاع والاستفادة القصوى من مختلف المناطق السياحية داخل الدولة وخارجها، ضمن أجواء آمنة.
أجمل رحلة
‏من أجمل رحلات مبارك الحمادي، مغامرة مخيم جبل إيفرست، والتي استغرقت أكثر من 16 يوماً للوصول إلى الوجهة المخطط لها، موضحاً أنه مر على قرية جميلة في نيبال، وتحديداً في «الهمالايا»، حيث حمل حقائبه واضطر مع الفريق للمبيت في الأكواخ والخيام، والسير يومياً من 8 إلى 10 ساعات، وسط الطبيعة الخلابة والغابات والشلالات الرائعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©