عدد اليوم
أحمد شعبان (القاهرة)
أشاد علماء الأزهر الشريف بنجاح المملكة العربية السعودية في تنظيم مناسك الحج للعام الثاني على التوالي في ظل استمرار انتشار جائحة «كورونا» وتحوراتها، وأكدوا أن ما قامت به من إجراءات وتدابير احترازية، ساهم في نجاح الموسم، بما يتفق مع المبادئ والمقاصد العامة للشريعة الإسلامية للحفاظ على النفس البشرية. وأشار هؤلاء في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن نجاح موسم الحج، مع إعلان وزارة الصحة عدم وجود أي إصابة بالفيروس يدل على الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في التخطيط الجيد، والالتزام المنضبط بالتعليمات الصحية والأمنية.
قواعد شرعية
وأكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن قادة المملكة طبقوا قواعد الموازنة بين المصالح والمفاسد، التي منها «دفع المفاسد مُقدم على جلب المصالح»، وقاعدة «إذا تعارضت المصالح قُدم أعلاها»، وكذلك قاعدة «لا ضرر ولا ضرار»، و«الضرر يُزال»، مؤكداً أن كل هذا كان دافعاً لترشيد أعداد الحجاج في ظل انتشار جائحة كورونا، وهذا يؤكد السياسة الرشيدة.
وأضاف لـ«الاتحاد» أن المملكة طبقت قواعد السلامة في أداء مناسك الحج، وهي مستوحاة ومستنبطة من الأحكام الفقهية، وأعلاها الأمور الطبية والصحية المتعلقة بحياة النفوس التي هي من أعلى المصالح الضرورية الكبرى، ولذلك وجدنا ولمسنا وشاهدنا التنظيم الرائع لأداء المناسك، حيث السلاسة وعدم التدافع والالتزام بالتدابير الوقائية والاحترازية، والنظافة والتعقيم الذي لا مثيل له، وخدمات مميزة لحجاج بيت الله الحرام. وأشار إلى أن الحجاج الذين أدوا المناسك من داخل المملكة، يمثلون بلاد العالم، لأن المملكة تستضيف جنسيات عديدة على أرضها، وبذلك يكون أداء الحج بصورة دولية، مؤكداً أن نجاح الموسم يسجل لقادة المملكة.
حفظ النفس
وأشاد الدكتور شعبان محمد إسماعيل أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، بنجاح المملكة في تنظيم الحج هذا العام، مؤكداً أن ما قامت به المملكة من تدابير احترازية ووقائية في المناسك للوقاية من «كورونا» ومتحوراتها الجديدة يُعد مقصداً من مقاصد الشريعة الإسلامية التي تهتم بالحفاظ على النفس البشرية. وأشار خلال حديثه لـ«الاتحاد» إلى أن الله تعالى أمر بالأخذ بالأسباب حفاظاً على الأنفس، مؤكداً أن الأخذ بالأسباب والحذر والاحتياطات من الأوبئة ووضع ضوابط وآليات تنظم عملية تنقل الحجاج بين المناسك والمخيمات واجب شرعي، مضيفاً «أن هذا ما أخذت به المملكة في تحديد إجمالي الحجاج 60 ألفاً من الداخل فقط، ما أدى إلى تنظيم حج آمن وصحي. ولفت إلى أن المملكة ومؤسساتها المختلفة، سخرت كل طاقاتها البشرية والمادية لخدمة وراحة ضيوف الرحمن، ورعايتهم وتلبية احتياجاتهم، والحرص على تهيئة الأجواء المناسبة لتأدية المناسك بكل يُسر وسهولة ما جعل الحج هذا العام يخرج بهذه الصورة.
تخطيط جيد
وأشاد الدكتور حلمي عبدالرؤوف أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، بنجاح المملكة بتنظيم موسم الحج للعام الثاني على التوالي في ظل استمرار جائحة« كورونا»، مثمناً النظام والترتيب والتزام الحجيج بالتعليمات والإجراءات الاحترازية وخاصة في التباعد الجسدي وارتداء الكمامات الطبية. وأكد لـ«الاتحاد» أن هذا النجاح يدل على الجهود التي تبذلها السعودية في التوعية، والتخطيط الجيد، والالتزام المنضبط بالتعليمات، مما أعطى صورة حضارية للعالم بأن المسلمين ملتزمون بالنظام الدقيق. واعتبر أن تحديد إجمالي الحجاج هذا العام بـ60 ألفاً من الداخل، يُحسب إلى السعودية حيث أقاموا الشعائر في الحدود المتاحة للحفاظ على صحة الحجاج، مع مراعاة عدم تعطيل شعيرة الحج، مؤكداً أن مشاهدات طواف القدوم ويوم التروية ويوم عرفات من حسن التنظيم واتباع الضوابط والتعليمات يتفق مع المبادئ والمقاصد العامة للشريعة الإسلامية.
