الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في «الأقصى»

فلسطينيون يزيلون لافتة للشرطة الإسرائيلية في باحات الحرم القدسي (أ ف ب)
16 ابريل 2022 02:37

القدس (وكالات) 

أُصيب 153 فلسطينياً، على الأقل، في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية داخل مجمع المسجد الأقصى بالقدس أمس، في أحدث موجات العنف المتصاعد في الآونة الأخيرة، وهو ما أثار المخاوف من الانزلاق مجدداً إلى صراع أوسع.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن معظم الفلسطينيين أصيبوا برصاص مطاطي وجراء التعرض للقنابل الصوتية والضرب بهراوات الشرطة، في أشد المواقع حساسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.
وقوات الأمن الإسرائيلية في حالة تأهب بعد سلسلة هجمات مميتة في شوارع بإسرائيل خلال الأسبوعين المنصرمين. وتثير المواجهات عند المسجد الأقصى خطر تفجر صراع أوسع بين الإسرائيليين والفلسطينيين على غرار حرب غزة في السنة الماضية.
ويقع الأقصى أعلى مرتفَع البلدة القديمة بالقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، في بيان، إن مئات الفلسطينيين ألقوا مفرقعات وحجارة على قواتها وفي اتجاه الحائط الغربي القريب في البلدة القديمة بالقدس بعد صلاة فجر أمس.
وأضاف البيان إن الشرطة دخلت ساحات الأقصى «لتفريق وصد الحشد وتمكين باقي المصلين من مغادرة المكان بسلام»، مضيفة إن 3 من أفرادها أصيبوا في الاشتباكات.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت على «تويتر»: إن الشرطة اعتقلت مئات الفلسطينيين. وأوقف نحو 400 شخص، حسبما أفاد نادي الأسير الفلسطيني.
وقال بينيت: «نعمل على استعادة الهدوء في أنحاء إسرائيل، وإلى جانب ذلك، نستعد لأي سيناريو وقوات الأمن جاهزة لأي مهمة»، فيما قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها «تحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجريمة ونتائجها».
وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن على المجتمع الدولي التدخل الفوري «لوقف هذا العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة». واعتبر وزير خارجية إسرائيل يائير لبيد، أن «أعمال الشغب» التي نشبت أمس «غير مقبولة».
وأضاف: «تزامن عيد الفصح اليهودي وشهر رمضان وعيد الفصح المسيحي يرمز إلى ما يجمع بيننا، ويجب ألا ندع أحداً يحول هذه المناسبات المقدسة إلى منصة للكراهية والتحريض والعنف».
وندد الأردن، وهو الوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، باقتحام الشرطة الإسرائيلية للحرم القدسي، واصفاً ذلك بأنه انتهاك صارخ.
واعترفت إسرائيل بدور المملكة الأردنية الهاشمية كوصي على المسجد الأقصى، في إطار معاهدة السلام بين البلدين عام 1994، وتحتفظ بالسيطرة الأمنية الشاملة على الموقع.
وكانت إسرائيل والأردن كثفا قبل حلول شهر رمضان المحادثات في محاولة لتجنب تكرار أعمال العنف المسجلة العام الماضي.
وحث تور وينسلاند، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسلام في الشرق الأوسط، جميع الأطراف على «المساعدة في تهدئة الموقف وعدم نشر خطاب التحريض والتنديد بمن يسعون لتصعيد الموقف».
ويعود جزء من أسباب تصاعد التوتر خلال العام الجاري لتزامن شهر رمضان مع الاحتفال بعيد الفصح لدى اليهود.
وشهد العام الماضي اشتباكات ليلية بين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية خلال شهر رمضان. وأدت تهديدات بطرد فلسطينيين من القدس الشرقية وغارات الشرطة على الأقصى إلى إشعال حرب بين إسرائيل وغزة استمرت 11 يوماً أسفرت عن مقتل أكثر من 250 فلسطينياً في غزة و13 شخصاً في إسرائيل.
ومنذ مارس، قتلت القوات الإسرائيلية 29 فلسطينياً أثناء مداهمات في الضفة الغربية بعد أن قتل مهاجمون فلسطينيون 14 إسرائيلياً في سلسلة من الهجمات بمدن إسرائيلية.

دعوات عربية ودولية لضبط النفس
دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نايف الحجرف، بأشدّ العبارات اقتحام الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فجر أمس، الأمر الذي يشكل انتهاكاً صارخاً، وتصرفاً مداناً ومرفوضاً وتصعيداً خطيراً.
وشدّد الأمين العام على ضرورة احترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس المحتلة ومقدساتها ووقف كل الإجراءات غير الشرعية، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للحفاظ على سلامة المسجد الأقصى والمصلين، وبضرورة تقيد إسرائيل بالتزاماتها كقوةٍ قائمةٍ بالاحتلال وفق القانون الدولي الإنساني.
من جانبه، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من إشعال الموقف في الأقصى المبارك، محمّلاً المسؤولية للقوات الإسرائيلية التي تُمارس عدواناً خطيراً على الشعب الفلسطيني وعلى حقه في إقامة الشعائر داخل الأقصى في شهر رمضان المبارك.
ودعا أبو الغيط المجتمع الدولي لـ«تحمّل مسؤوليته إزاء هذه التصرفات غير المسؤولة من قِبل حكومة الاحتلال»، مشدداً على أن حق العبادة كفله القانون الدولي، وأن الاعتداءات والاعتقالات الإسرائيلية لن تمنع الفلسطينيين من ممارسة حقهم، ولن تنزع عن الأقصى هويته العربية الإسلامية.  وفي مصر، أدان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ، اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى المُبارك، وما تبع هذا الاقتحام من أعمال عنف تعرض لها الفلسطينيون في باحات المسجد الأقصى. وأكد حافظ، في البيان، على ضرورة ضبط النفس وتوفير الحماية الكاملة للمصلين المسلمين والسماح لهم بأداء الشعائر الإسلامية في المسجد الأقصى، الذي يُعد وقفاً إسلامياً خالصاً للمسلمين. وأعاد المتحدث باسم وزارة الخارجية التأكيد على رفض العنف والتحريض بكافة أشكاله، بما في ذلك الدعوات المُطالِبة باقتحام المسجد الأقصى المُبارك خلال شهر رمضان المُعظم، محذراً من مغبة ذلك على الاستقرار والأمن في الأراضي الفلسطينية والمنطقة.
من جهتها، نددت وزارات خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، في بيان مشترك، بالعنف الذي شهدته القدس الشرقية.
وقال متحدثون باسم الوزارات، في بيان: «ندعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن العنف وجميع أشكال الاستفزاز».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©