الإثنين 27 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الصومال.. «التغير المناخي» نقمة تصيب «الشباب»

المجاعة التي أصابت الصومال الأسوأ منذ 70 عاماً (أرشيفية)
13 ديسمبر 2022 01:46

مقديشو (الاتحاد، وكالات)

وجه «التغير المناخي» ضربة قوية لحركة «الشباب» الإرهابية في الصومال قد تكون قاضية لنشاطاتهم في البلاد، بعدما سيطرت الحركة على مناطق عدة من الصومال لسنوات، ونشرت الذعر بين السكان. 
وتحول التغير المناخي إلى نقمة أصابت حركة «الشباب» في مقتل، بعد أن دفع الجفاف قبائل كانت خاضعة للتنظيم الإرهابي التابع لـ«القاعدة» إلى التمرد عليه، ورفض دفع الضرائب بعد أن جفت الآبار، وأقفرت الأرض، وماتت أعداد كبيرة من الماشية، وأصبح الموت بالرصاص أهون من الموت جوعاً.
وعادة ما لعب الجفاف دوراً لصالح الجماعات الإرهابية، وساعدها في تجنيد مزيد من الأتباع الغاضبين على حكوماتهم على غرار ما يجري في منطقة بحيرة تشاد.
وحاولت حركة «الشباب» استغلال الجفاف والتغير المناخي لصالحها، من خلال تجنيد المزيد من الأطفال والأتباع، مقابل الحصول على الغذاء وقليل من المال، التي تجمعه من جني الضرائب والإتاوات.
لكن «انقلب السحر على الساحر»، إذ ضاق الصوماليون ذرعا من الضرائب المرتفعة والإتاوات التي تأخذها الحركة منهم رغم المجاعة التي تضرب البلاد، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ المجاعات على مدار 70 عاماً مضت، والتي تواجه منطقة القرن الأفريقي.
ونظراً لسيطرتها على طرق التجارة المحلية بين الولايات والأقاليم، تفرض حركة «الشباب» ضرائب على التجار للسماح لهم بالعبور والمرور إلى وجهتهم، مما أثار استياء التجار، وأثار غضب العشائر.
وبالغت حركة «الشباب» في استفزاز السكان الذين آرقهم الجفاف والتصحر، عندما راحت تردم الآبار، كنوع من سياسة الأرض المحروقة.
وهذه الممارسات المتشددة دفعت العشائر خاصة في وسط البلاد، للثورة على الحركة بدعم من رئيس البلاد حسين شيخ محمود، الذي له رؤية أكثر استراتيجية في مكافحة حركة «الشباب» فكرياً واقتصادياً، وعدم الاكتفاء بمحاربتها أمنياً وعسكرياً.
إذ دعم الجيش الصومالي العشائر في ثورتها ضد الحركة؛ لأنه يدرك أنه لا يمكنه الحفاظ على البلدات المحررة إلا بدعم العشائر المحلية، التي تعرف جيداً جغرافية الأرض أكثر من الجنود، ويمكنها حماية أفرادها وعائلاتهم ضد حرب العصابات التي تجيدها الحركة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©