ينظم البيت الأبيض مؤتمراً حول «الجوع والتغذية والصحة» هذا الأسبوع، وهو الأول من نوعه منذ أكثر من 50 عاماً. وقد أعلن الرئيس بايدن عن المؤتمر في مايو الماضي، مانحاً إدارتَه ثلاثةَ أشهر فقط من أجل التخطيط للفعالية والتحضير لها. الآمالُ مرتفعةٌ، على الرغم من هذا الإشعار القصير. وأعلن النائب جيمس ماكغوفرن («ديمقراطي» عن ولاية ماساتشوسيتس)، وهو أحد أبرز المنظِّمين، أن المؤتمر يهدف إلى القضاء على الجوع في أميركا بحلول عام 2030. 
وكان الرئيس ريتشارد نيكسون قد استضاف آخر مؤتمر نظمه البيت الأبيض حول «الغذاء والتغذية والصحة» في عام 1969. التقرير الختامي الصادر عن تلك الفعالية احتوى على أكثر من 1800 توصية وساعد على إطلاق برامج فدرالية، مثل عمليات التوسيع الكبيرة لبرنامج قسائم الطعام والبرنامج الوطني لوجبات الغداء المدرسية، والترخيص لبرنامج التغذية التكميلية للنساء والرضع والأطفال. 
هل يمكننا توقع نتيجة مماثلة من مؤتمر هذه السنة؟ هذه الفعالية التاريخية ستنظم بينما يكثف أعضاءُ الكونجرس عملَهم حول «مشروع قانون المزرعة». كل خمس سنوات، يرسم هذا التشريع أولويات الحكومة الفدرالية الرئيسية في الزراعة والمحافظة على الموارد الطبيعية والسياسة الغذائية. وبينما عَقدَ البيتُ الأبيض جلسات استماع حول المؤتمر مع عدد من الأطراف المعنية، عقد نواب وموظفون جلساتٍ مماثلةً على الصعيد الوطني استعداداً لتحضير مسوَّدة التشريع. 
جلسات الاستماع التابعة للكونجرس منفصلة عن جلسات البيت الأبيض، وهي موجهة أكثر نحو بواعث قلق الناخبين والتحديات الزراعية. وعلى سبيل المثال، يعقد السيناتور مايكل بينيت («ديمقراطي» عن ولاية كولورادو)، ومعه موظفون، جلساتٍ في ولاية كولورادو التي تواجه جفافاً قياسياً. وهذا يعني أن المشرِّعين قد لا يستمعون إلى آراء المجموعات نفسها التي يستمع إليها البيتُ الأبيض أو يتناولون المواضيعَ نفسَها التي يتناولها البيت الأبيض، وإن كان «مشروع قانون المزرعة» سيشمل على الأرجح اقتراحات تأتي من المؤتمر. 
بعض بواعث القلق ستكون من دون شك مجال تداخل بالنسبة لكل من البيت الأبيض وأعضاء الكونجرس. وعلى سبيل المثال، فإن حجم المحاصيل الأميركية أقل من المعتاد هذا العام، بسبب الجفاف والطقس المتطرف. والمستهلكون الأميركيون يشعرون بالمعاناة الاقتصادية، حيث دفع التضخمُ أسعارَ مواد البقالة للارتفاع خلال الأشهر الأخيرة. 
وفضلاً عن ذلك، هناك مصدر ضغط إضافي بالنسبة للأميركيين من الطبقتين الدنيا والمتوسطة، ألا وهو نهاية وجبات الغداء المدرسية المجانية العامة، حيث عاد البرنامج الفدرالي مؤخراً إلى بنية البرنامج المتدرجة السابقة التي تشمل السعر الكاملة، والسعر المنخفضة، ووجبات الغداء المجانية. وقال مشرِّعون إن القصد من برنامج وجبات الغداء المجانية العامة في الأصل هو أن يكون رداً قصيرَ الأمد على جائحة فيروس كورونا، لكن الأبحاث تشير إلى أن هذه المقاربة لها تأثيرات مهمة على الطلبة، حيث رفعت معدلاتِ الاختبارات المدرسية بما يصل إلى 11 نقطة مئوية، وهو عامل يمكن أن يكون مهماً في وجه التقارير التي تفيد بحدوث فقدان تعلم مهم عقب الجائحة. ومعاً، هيّأ الطقس المتطرف، والتضخم، والخفض الفجائي لبرنامج وجبات الغداء المدرسية بيئةً أوسع من الندرة الاقتصادية للمؤتمر وللمشرِّعين الذين يصوغون مشروع قانون المزرعة 2023. 
ويمكن أن يكون لتوحيد جهود المنظمات المدافعة عن وجبات الغداء المدرسية المجانية تأثير واسع النطاق. وفي هذا الصدد، يشير البحث الذي أنجزتُه حول مجموعات المصالح إلى أنها تكون مهمة أكثر حين تسبح مع التيار أو تؤيد الوضعَ القائمَ، وحين تخلق ائتلافاتٍ تضم رفقاء غير محتملين. ومما لا شك فيه أن هذه المجموعات تستطيع توفير معلومات مفيدة للمشرِّعين إذا تجنبت العلوق في معارك حزبية. 
إن إدارة بايدن أشارت إلى أنها ستوصي بوجبات مجانية وصحية للجميع. لكن حتى في ظل دعم ائتلافات واسعة لمجموعات المصالح، فإن إحراز تقدم بشأن نتائج الغذاء والتغذية الفعلية يمكن أن يظل معركةً في غاية الصعوبة، وذلك على اعتبار أن العديد من الخطوات المقبلة ستحتاج إلى عمل من الكونجرس، وأن التوصيات الختامية للمؤتمر ستأتي قبيل الانتخابات النصفية بالضبط.
وفي حال احتفظ «الديمقراطيون» بالسيطرة على مجلس النواب وأحكموا سيطرتهم على مجلس الشيوخ، فإننا قد نرى تحركاً مهماً بشأن التوصيات المتعلقة بالتغذية، وذلك لأن الكثيرين يعتبرون بايدن مشرِّعاً «فوق المتوسط» وباني تحالفات بين الحزبين، وفضلاً عن ذلك، فإن العمل والتعاون بين الحزبين يظل عنصراً ضرورياً من التشريع، لاسيما في عصر يتسم بكثير من الانقسام والاستقطاب. 
غير أنه إذا فاز «الجمهوريون» بمجلس النواب أو مجلس الشيوخ، فإننا قد نرى توقفاً لأجندة بايدن، نظراً لأن الجمهوريين يلجؤون إلى العرقلة حين يتعلق الأمر بأجندات ديمقراطية.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست سينديكيت»