العمل الإنساني ركيزة أساسية للسياسة الخارجية لدولة الإمارات، التي تُعدّ من أكبر المانحين للمساعدات الخارجية في العالم، إيمانًا منها بضرورة تعزيز قيم التكافل والتعاون المشترك على الصعيد الدولي، وأهمية تعزيز روح التضامن العالمي.

وقد أولت وثيقةُ المبادئ العشرة للخمسين الجديدة لدولة الإمارات، التي صدَرت في 5 سبتمبر 2021، المساعداتِ الخارجيةَ أهميةً خاصةً، حيث أكدت في البند التاسع أن «المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزّأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقلّ حظًّا».

ولا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تُقدّمها دولة الإمارات للدول الأخرى بالتوجهات السياسية لهذه الدول التي تستفيد من تلك المساعدات، ولا بأي عوامل أخرى مثل العِرق أو الديانة أو الطائفة، بل تراعي أولا وأخيرًا الجانبَ الإنساني، في ظِلّ الالتزامات الأخلاقية والطبيعة الإنسانية الغالبة التي تميز السياسة الإماراتية على الصعيدَين الداخلي والخارجي.

هذا النهج الأصيل في مساعدة الآخرين، من الدول والشعوب والأمم، أَسّسه المغفورُ له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي كان لديه إيمانٌ كامل بوحدة مصير الجنس البشري، وبالضرورة الحاسمة للتضامن الدولي، وقد سارت الدولة من بعده بخطى ثابتة على هذا النهج، فرسّخت لها صورةً ناصعةً في مدّ يد العون للمحتاجين، وإغاثة الملهوفين في مناطق العالم كافة.

وتؤكد قيادتُنا الرشيدة بشكل دائم أهميةَ العمل الإنساني ودورَه الحيوي على الصعيد العالمي، ولا تدّخر وسعًا في العمل على تعزيزه، وتعطي تكريمَ العاملين فيه أهميةً كبيرةً، لتحفيزهم على تقديم المزيد من الجهد.

ومن هذا المنطلق جاء استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، خلال الأسبوع الماضي، أعضاءَ اللجنة المنظِّمة لماراثون زايد الخيري والشركاء، يتقدّمهم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثّل الحاكم في منطقة الظفرة.

وقد رحّب سموه خلال اللقاء بالوفد، مشيدًا بالجهود التي تبذلها اللجنة المنظمة ودور الشركاء الداعمين لإنجاح هذا الماراثون الخيري في جميع دوراته، وتحقيق رسالته الإنسانية الهادفة إلى دعم المؤسسات الخيرية والإنسانية، وتمكينها من تقديم خدماتها للمجتمع، على النحو الذي يكفل لها القيام بدورها في تقديم يد العون للفقراء والمحتاجين على الوجه الأكمل.

وفي ظِلّ هذه الأهمية الكبيرة للعمل الإنساني كركيزة أساسية لسياسة الإمارات الخارجية، سوف تستمر دولة الإمارات، وفي سياق التزامها الأخلاقي، بالقيام بدورٍ ريادي في ساحات العمل الإنساني، والمساعدات التنموية، ودعم وإغاثة الملهوفين والمحتاجين على الصعيدَين الإقليمي والدولي، لتضيف المزيد من الحيوية لدورها الفاعل في هذين الصعيدين.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.