في 21 و22 من فبراير الجاري، حطّت القمة العالمية للمرأة رحالها في أبوظبي، لتؤكد من جديد ريادة الإمارات وسبقها في مجال السعي إلى تعزيز حقوق المرأة كشريحة أساسية من المجتمع الإنساني، وعملها الدؤوب دون كلل أو ملل لتمكينها كونها شريك الرجل في شؤون الحياة كافّة، وإتاحة الفرصة أمامها لأداء دورها المحوري والفاعل في بناء الأوطان، وممارسة حقوقها في أن تكون حاضرة في كل مفاصل العملية التنموية، وكذلك في مجال صناعة القرار وتحمّل المسؤولية.

القمّة التي عُقدت برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، حملت شعاراً طالما رنَت إليه أعين شقائق الرجال في شتى أصقاع المعمورة، وهو «دور القيادات النسائية في بناء السلام، والاندماج الاجتماعي، وصنع الازدهار»، فالمرأة على مرّ التاريخ وفي منظور الحضارات كلّها، رمز للعطاء والاستقرار والسكينة، وطاقة لا يمكن تعطيلها أو الاستغناء عنها في مسيرة الإنسان على المستويين الفردي والجمعي نحو المزيد من الارتقاء بمستويات الحياة، وتحقيق المزيد من الرفاهية والتنمية للمجتمعات.

من هنا، جمعت القمّة قادة من جميع أنحاء العالم لمناقشة المشاكل والحلول الخاصة بفجوات المساواة بين الجنسين، ولاسيّما في مكان العمل، ومن ثمّ اجتراح الحلول المثلى التي تضمَن تقليص هذه الفجوات والوصول في النتيجة إلى واقع جديد تتمتع فيه نساء العالم أينما كنّ بكل ما يتمتع به الرجال، سواء على المستوى المعنوي أو المادي، ويقفْن معهم على قدم المساواة في الفرص والمسؤوليات، والحقوق والواجبات، وهنّ بلا شكّ جديرات بأن يتحمّلنَ المسؤولية، ويؤدين الدور المنوط بهنّ على الوجه الأكمل.

حضور استثنائي شهدته القمّة من قيادات نسائية رفيعة المستوى من 100 دولة حول العالم، مثّل حدثاً استثنائيّاً سيعود بالفائدة على دولة الإمارات، عبر تأكيد التزامها بتعزيز المساواة بين الجنسين، وبناء مجتمع قائم على ذلك، فضلاً عن أنها وفّرت منبراً للقيادات النسائية لمشاركة الأفكار المبتكرة واستكشاف وتبادُل الاستراتيجيات الجديدة التي يُمكن تنفيذها لتعزيز حقوق المرأة وتمكينها ومساواتها، وكانت فرصة مهمة لخلق جو من التفاهم بين القيادات النسائية من مختلف الجنسيات والأعمار ومستويات الخبرة، ومناقشة التحدِّيات الخاصة التي تواجهها النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ودراسة سُبل التغلُّب عليها.

حركة المساواة بين الجنسين ليست رمزية فحسب، بل إن لها أبعاداً واقعية وفعلية على الأرض، وهو ما يتجسّد بأبهى صوره في الإمارات التي شغَلت فيها المرأة أعلى مواقع المسؤولية، وشاركت وتشارك بفاعلية في مسيرتها النهضوية، كلّ ذلك بفضل رؤية القيادة الحكيمة التي أرادت لها أن تضرب المثال للعالم في كيف تتقدّم المرأة وتصنع التاريخ.

*عن نشرة«أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.