يتم التعبير عن مفاهيم التقدم والتطور في مقابل التخلف والتوقف بصور أدبية مثل النور والظلمة، التفاؤل والتشاؤم، الماضي والمستقبل.. وربما الشرق والغرب. فالتقدم هو انتقال من الظلمة إلى النور. وهذا ما يدل عليه تاريخ البشرية وظهور الوحي ومساهمته في تحقيق هذا التقدم. فالوحي أحد عوامل تقدم البشرية. وكما أن التقدم لا ينتكص ولا يعود إلى الوراء، فكذلك لا يمكن الانتقال من الحاضر إلى المستقبل كما نقل الوحي البشرية من الماضي إلى الحاضر.
ولا تقدم دون تفاؤل، ذلك أن مسار تقدم البشرية، طبقاً لنظرية التطور، يدعو للتفاؤل، فالإنسان يمشي على أربع، ثم صار يمشي على اثنتين. والطبيعة ملأى بالطاقات، وكذلك الإنسان، والعلم في تقدم متواصل، والثروات في تزايد مستمر، والأوبئة والأمراض إلى تناقص، في حين أن الجهل والخرافة والكراهية والبغضاء والعدوان إلى زوال، بينما يظل التسامح والمحبة قائمين. وكانت المرأة مقيدة، والآن حرة تخرج إلى العالم، وتسعى مثل الرجل. والأمم المستضعفة في طريق التحرر.
وكان التقابل بين الشرق والغرب شائعاً عند مفكري القرن التاسع عشر عندما سافروا إلى أوروبا، ولاحظوا الفرق الشاسع في درجة التحضر والتمدن (الحداثة بلغة العصر)، فأصبح الغرب نموذجاً للتقدم دون تقليده، وظهرت عدة مقالات عن الشرق والغرب، والشرقيين والغربيين مثل «لماذا تخلف الشرق وتقدم غيره؟» لشكيب أرسلان.
وعلى عكس التطور والتقدم يأتي التخلف والتطرف. أما الثورة فهي بلغة النشاط السياسي «حرق المراحل»، وعكسها الإصلاح الذي يعني تحقيق التغير الاجتماعي تدريجياً. وكذلك التطرف أو الراديكالية، والتي تعني محاولة إجراء تغيير اجتماعي وسياسي وثقافي خارج الزمان والواقع والتاريخ بسبب الحماس الزائد والعجز عن تحليل الواقع ومعرفة آليات تغييره، وبسبب قراءة النص الديني خارج الزمان والمكان، وخارج السياق، وخارج الفهم وإمكانية التأويل.. في حين أن الإصلاح هو تحقيق التقدم تدريجياً وعلى مراحل، واحدتها الأخرى. فالتغيير لا يأتي بخطاب في حده الأعلى، بل بخطاب في حده الأدنى. التغيير ليس قولاً بل فعلاً، ليس إعلاناً بل تحقيقاً. وكانت هذه المشكلة مثارة في القرن التاسع عشر بين الأفغاني الذي قيل إنه يمثل «التطرف»، والإصلاح الذي كان يمثله محمد عبده. 
التطرف هو  القفز المتهور نحو الدمار ، بينما الإصلاح هو التقدم عن طريق السّلّم. ويكون الضرر الأكبر في الإسراع الذي يؤدي إلى الإجهاد والشذوذ والتهور. والغاية في النهاية وليست في البداية، بل في تحقيق التقدم والنمو بعد الاستعداد له.
ومع ذلك فالتطرف سلوك بشري مرفرض . التطرف يناهض التدرج والإصلاح والنظام والقانون، وفي الطبيعة هو الزلازل والبراكين والسيول والطوفان والأمراض.