منذ انتهاء مباراة فيتنام الأولى وأنا أحذر من الكلمات المعسولة التي يستخدمها المدرب ريدل· لقد قال بعد أن فزنا في مباراة الذهاب بهدف وحيد إن فرصة فريقه تحولت تقريباً إلى سراب·· ثم أعاد نفس الاسطوانة مؤخرا عندما قال ان فرصة فيتنام لمواصلة المشوار في تصفيات كأس العالم لا تزيد على 10% (!) المدرب يحرص في كل مرة على تنويمنا مغناطيسياً ، إذ ربما بهذا الأسلوب وبهذا السلاح الذي أصبح ساذجاً ينقض على المباراة ويباغتنا على أرضنا وبين جماهيرنا كما فعلنا نحن هناك· ونحمد الله أن ميتسو مدرب له خبرته وعنده وعيه وحاسته·· فقد اكتشف من الوهلة الأولى ان المدرب حريص على استخدام هذا الأسلوب في كل تصريحاته·· وقال رداً على ذلك: ''لست مجنوناً لكي أصدقه''· المباراة يا سادة لا تلعب على الورق·· ولكن تلعب على الملعب ويكون الفصل فيها للفريق الأقوى القادر على التعامل مع مجرياتها بجدية وروح عالية والتمسك بالفرصة المتاحة للتسجيل· من العيب بعد كل ما حدث وبعد أن اكتوينا بما فيه الكفاية من الفرق الصاعدة والمكافحة على وجه التحديد أن نفكر ولو مجرد التفكير ان هناك مباراة سهلة أو ان هناك خصما شريفا سيترك لنا الحبل على الغارب أو سيهدينا الألقاب على طبق من ذهب· هذا الزمان ولّى وانتهى· مباراة الذهاب وتحديداً نتيجتها ألقيناها وراء ظهورنا وانتهى الأمر· نحن أمام مباراة جيدة بكل ما سيحدث فيها من مفارقات سواء لنا أو علينا· ويجب أن تكون لدينا القدرة على التعامل مع كافة الظروف حتى لو - لا قدر الله - تقدم علينا الفريق المنافس بهدف· إذا كان من ضرورة لتذكر مباراة الذهاب - لعل الذكرى تنفع المؤمنين - فيجب أن تكون في اطار أن الفوز بهدف واحد في ملعب المنافس نتيجة مقلقة ولا تعطي الأمان مطلقاً لمباراة العودة· وإذا كنا نخشى في أعماقنا من حالة الإحباط التي ربما يكون عليها مجموعة فريق الوحدة بعد ما حدث أمام سبهان الإيراني فإن هذه الخشية منطقية جداً نظراً لتقارب الفترة الزمنية بين المباراتين·· وهنا يأتي دور ميتسو فهو الأقدر على هذه الحسبة من غيره بناء على ما سيشعر به خلال التدريبات وفترة الساعات التي تسبق المباراة· لا يجب أن يشارك أي لاعب مهما كان اسمه وهو غير جاهز فنياً أو بدنياً أو نفسياً·· وضع ثلاثة خطوط تحت الأخيرة·· وقد أعجبني المدرب ميتسو عندما انتقد بشدة مشاركة اللاعب عبدالرحيم جمعة مع فريقه أمام سبهان وهو غير جاهز·· فاسم عبدالرحيم لم يشفع له ولم يقدم واحد على عشرة من مستواه في تلك المباراة· وأرجو أن لا يقع ميتسو في نفس الخطأ اذا وجد ان بعض لاعبي الوحدة غير مهيأين للمشاركة في مباراة فيتنام· الكلمة الأخيرة في هذا الموضوع هي ان الجماهير لا تصنع الفوز·· ولو كانت الجماهير تصنع الفوز لكانت قد صنعته أمام سبهان الإيراني عندما ضاق بها المكان في ستاد آل نهيان، والبركة في اللاعبين أولاً وأخيراً· لكن علينا أن نضع في نصابها الصحيح·· فالجماهير عامل مساعد على تحقيق الانتصارات إذا كان الفريق يستحق أن ينتصر· هذه الكلمة أوجهها لإخواني اللاعبين في المقام الأول·· فكل شيء من الممكن أن يكون إيجابياً بهم هم في المقام الأول· أما الجماهير فيا مرحبا بها لكي تكون عاملا مساعدا في تحقيق النصر·· ويجب علينا حشد كل العوامل المساعدة وأن يؤدي كل منا دوره· أما بعد·· فالكلام عن الحظ العاثر قد زاد عن حده·· وأصبح شماعة بريئة جدا نعلق عليها خسائرنا· أرجو من المنتخب الوطني أن يعفينا ولو مرة واحدة من ترديد هذه الكلمة التي أصبحت ماسخة وممجوجة ومكشوفة· ركزوا وانتهزوا الفرص وفوزوا وخلصونا من بقايا شبح اسمه فيتنام·