من حق منتخب الشباب ان يتساءل وباستغراب شديد عن سبب الغياب الجماهيري عن لقائه مع المنتخب العراقي والهام والذي كسبه ليخطو خطوة مهمة نحو التأهل الى نهائيات كأس آسيا للشباب التي تستضيفها المملكة العربية السعودية العام المقبل، بعد أن حقق العلامة الكاملة في اللقاءين بفوزه على الكويت في الكويت ثم على العراق في دبي، وبات ينتظر نقطة من لقاء الكويت المرتقب في الإمارات لضمان التأهل الرسمي· قد يرجع البعض سبب الإحجام الجماهيري لتواضع النتائج وسلبياتها، لكن منتخب الشباب دحض تلك الفرضية، وحقق نتيجة كبيرة بالفوز على الكويت في الكويت قبل أن يستضيف العراق، وبالتالي قد كشف عن هويته ونفسه بصورة جداً رائعة، وإن لم تكن الجماهير تعرف شيئاً عن المنتخب ومشواره، فالفريق عرف نفسه بنفسه وبطريقة جميلة، ولكن مع ذلك لم يكن فوزه الاول كافياً لإقناع الجماهير بأهمية حضورهم لقاء العراق بستاد نادي الشباب، لمؤازرته والوقوف الى جانبه في التصفيات المهمة، والاستفادة من عاملي الأرض والجمهور التي كتب على منتخباتنا عدم الاستفادة منها، وخاصة منتخبات المراحل السنية، التي تلعب على أرضها كالغريبة في دارها· وإذا كان منتخب الشباب قد عانى من مشكلة الغياب الجماهيري فإن منتخب الناشئين احمرَّ وجهه خجلاً امام ضيوفه، وهو يستضيف تصفيات كأس آسيا للناشئين الذي خرج منها في الأمتار الأخيرة، قد ظل طوال المباريات الخمس التي خاضها غريباً بملعبه، ولم يجد الجماهير التي كان يفترض منها مساندته، فلعب حاله حال تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان جماهيرياً في أبوظبي، فيما كانت حالته أسوأ بالنسبة لمنتخبي فلسطين وبنجلاديش الذين كان حضور جماهيرهم أكثر منا بكثير، ورغم ذلك كان منافساً على بطاقتي التأهل قبل ان تضيع منه الواحدة تلو الأخرى، ولكن مع ذلك لانملك إلا أن نواسي الفريق لخروجه الحزين· وقد أعجبتني ردة فعل يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة حول خروج المنتخب وفشله في التأهل، بأن اتحاد الكرة لن يسرح المنتخب ولن يتخلى عنه، بل سيدعمه ويواصل برنامجه الخاص المعد من قبل، وهو ما يؤكد أن سياسة الاتحاد طويلة الأجل وتعتمد على الواقعية ولا تحكمها النتائج، والعاطفة، وهي من الامور المهمة التي من شأنها أن تصحح من حالنا الكروي وتعزز من سيرنا على الطريق الصحيح الذي نسير عليه· مجرد رأي لا خلاف على ان منتخب الشباب يسير بخطى ثابتة نحو التأهل الى كأس آسيا وهو إنجاز مهم نتمنى تحقيقه، وإن كنا قد قطعنا شوطاً كبيراً نحوه، إلا ان المنتخب مطالب بالتعامل بحذر في المباريات المقبلة، وأن نمنع تسرب الثقة المفرطة (الغرور) إلى نفوس لاعبينا، وكما عمل المنتخب وجهازه الفني والإداري بعيداً عن الأضواء وفي هدوء وصمت، نحن على ثقة في قدرة المدرب جمعة ربيع ''صائد الإنجازات'' ومساعده مهدي علي والإداري المخضرم مع منتخب الشباب مترف الشامسي في التعامل بحكمة، ومواصلة التألق، وكسب التحدي الكبير الذي يخوضه الجهاز الوطني مع الأبيض الشاب··· فلهم جميعاً وللاعبينا الشباب التحية والثناء·