طغت على حفل الاستقبال الذي أحسنت اللجنة المنظمة للدورة العربية الحادية عشرة تنظيمه مشاعر العروبة والوحدة والتلاحم، وعكس الوسط الرياضي بمسؤولية عمق العلاقات الحميمية التي يرتبطون بها، وحميمية المشاعر التي يتبادلونها فيما بينهم، وقد أبدعت اللجنة المنظمة بقيادة المهندس حسن صقر في إخراجه بالصورة الحضارية التي تليق بسمعة الشقيقة الكبرى مصر، وهو ما اعتدناه منها ومن شعبها الذي نكن له كل احترام وتقدير، فكان اللقاء فرصة نادرة للقاء كم القيادات الرياضة التي تخطط وتقود اكثر من نصف الشعب العربي، وهو قطاع الشباب والرياضة، ليلتقوا تحت سقف واحد في ضيافة الأشقاء في مصر، الذين يستحقون منا كل الشكر والتقدير على الجهود الجبارة التي يبذلونها لتذليل كل الصعاب وتسهيل مهمة أكثر من ستة آلاف شخص، موزعين على أربع أو خمس مدن ومحافظات مصر المترامية الأطراف، وهي بالتأكيد مسؤولية كبيرة، ولكنها ليست كبيرة على أبناء النيل الذين يؤكدون قدرتهم على قهر الظروف والصعاب، ولعل تاريخهم الشامخ خير دليل، ومن يرد الرهان فليذهب إلى الأهرامات، وليبحث في تاريخ الآثار والكنوز التي تركها الفراعنة على أرض الكنانة، والتي حيرت العالم إلى يومنا هذا· وفي مثل هذه اللقاءات تظهر وتتجلى أهداف الدورات العربية ويكبر مضمونها ويسمو هدفها، فعندما تحضر لقاء يجمع قيادات الشباب والرياضة ومسؤوليه تحت سقف واحد تبرز الأهداف الأخرى من الدورات العربية التي تعمل بشكل فاعل على توطيد المحبة والتلاحم والتقارب بين القيادات الرياضية في الوطن العربي، كما هو في الميادين والملاعب، من خلال التقاء الرياضيين العرب بإخوانهم· ففي البيت العربي الكبير، في مصر التي احتضنت الأشقاء من المحيط إلى الخليج، نشعر بقيمة وأهمية الدورات العربية، ومردودها على الشباب العربي، والقيادات الرياضة العربية التي باتت مطالبة بتفعيل الدورة ودعمها بصورة أكبر، لتكبر الدورات العربية، وتكبر معها أحلام الرياضيين العرب، ولعل المسؤولية الأكبر والتحدي الحقيقي اللذين يتنظران قيادات الشباب والرياضة في الوطن العربي هما إحداث النقلة النوعية للدورة، لجعلها الأهم في برامج وخطط منتخباتنا الرياضة، والملحمة الأكبر التي يحرص الكل على التواجد ومشاركة الأشقاء، وإنجاح التظاهرة الرياضية العربية التي تجاوز تاريخها نصف قرن· ومن البيت الكبير يجب أن ننتقل بمفهومنا ورؤيتنا للدورات العربية إلى آفاق أرحب تحقق طموحنا، وتطلعاتنا للدورات العربية، وننظر لها على أنها هي المكسب لنا، وليست مشاركتنا المكسب، وهو ما يتطلب تضافر الجهود والتكاتف لتحقيق الهدف العربي الكبير· مجرد رأي تحت قبة القاعة الكبرى للاحتفالات بفندق سيتي ستار تناسى العرب الهموم والمتاعب الطبيعية التي ترافق مشاركتهم، وصفقوا جميعاً للشقيقة الكبرى مصر، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، وكأنهم يؤكدون عبر رسائل موجهة للجنة المنظمة ولكل المصريين أن الشوائب لن تعكر صفو العلاقة ولن تنال من الحب الكبير للشقيقة الكبرى·