بات شطر نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة «عنابياً»، بعد أن قال أصحاب السعادة كلمتهم أمس أمام الوصل في مباراة مثيرة، انتهت بفوز الوحدة بهدفين مقابل هدف، بعد أن تسيد شوط المباراة الأول، وحقق فيه ما أراد فسجل هدفيه عن طريق هوجو وماجراو، فيما دانت السيطرة في الشوط الثاني للوصل، لكنه اكتفى بهدف، لتتوقف مسيرة الامبراطور عند هذه النقطة، وهي مشرفة لهم، وإن لم تكن غاية المنى في أغلى البطولات. كان للتغييرات كلمتها إلى حد ما، سواء كانت الكلمة سلبية أو إيجابية، وبعضها كانت متأخرة والأخرى غريبة، والحالة الأولى تصدق على الوصل الذي أجرى عدداً من التغييرات في الشوط الثاني، يمكن القول إنها قلبت المباراة، بدخول راشد عيسى وخليفة عبدالله، وكان اللاعبان الشابان من أبرز اللاعبين في التشكيلة الوصلاوية خلال الفترة الماضية، وبالأمس، لم أدر سبباً لغيابهما عن بداية المباراة، وكان وجودهما كفيلاً بإنعاش صفوف الفهود. وعلى الجانب الآخر، وقع هيكسبيرجر مدرب الوحدة في نفس الخطأ الذي يتكرر منه، حين أجرى تبديلات بخروج محمد الشحي، وماجراو وإن كان الأخير بدا متأثراً بالإصابة، ولكن تغييرات هيكسبيرجر عموماً، ليست من النوع الذي يحدث الفارق، وإن كان الفوز، يجعله الأعلى كعباً، فهو في النهاية حقق ما أراد، وقاد فريقه إلى نهائي أغلى البطولات. وإجمالاً، يمكن القول إن الوحدة تسيد معظم فترات المباراة، وبالرغم من غياب بيانو عن شوط المباراة الأول، وغيابه حتى بعد نزوله، إلا أنه وصل إلى مرمى الوصل كثيراً، وكان قريباً جداً من زيادة غلة الأهداف، وتألق لاعباه محمد الشحي العائد إلى سابق مستواه، وما جراو، وفي المقابل لم يظهر الوصل على الإطلاق في الشوط الأول وظهرت الأخطاء الدفاعية، قبل أن يعود ويضغط في الشوط الثاني، ويسجل هدفاً عن طريق راشد عيسى وكان قريباً من تحقيق التعادل. في النهاية، فاز من يستحق، وأعلن الوحدة أنه لن يترك الموسم دون أن تكون له بصمة، وأنه إذا كانت بطولة الدوري قد ابتعدت عنه، فلا يزال بإمكانه أن ينافس في ميدان آخر، وخروج الوصل لا ينفي الجهد الذي بذله لاعبوه، والأداء الممتع الذي قدموه على مدار البطولة، كما أن خروجهم، جاء أمام فريق كبير هو الوحدة الذي ينتظر الفائز من مباراة اليوم بين الجزيرة والشباب، في النهائي الحلم، على الكأس الحلم. أما عن مواجهة الليلة بين الجزيرة والشباب، فلا شك أنه ستكون كسابقتها.. مثيرة، وعلى صفيح ساخن، ولا يمكن أيضاً التكهن بمن ستكون الغلبة خلالها، فالفريقان يتطلعان إلى المضي في المشوار حتى نهايته، سواء الجزيرة الراغب في فوز ينسيه سريعاً مرارة الخسارة القاسية في إيران وبسط سطوته من جديد على الساحة المحلية التي يتصدرها بجلوسه على عرش الدوري، أو الشباب الذي يبحث عن إنقاذ لموسمه بعد أن ابتعد عن سباق الدرع، ولديه الكثير من المسوغات لتقديم عرض كبير اليوم أمام العنكبوت. كلمة أخيرة في نهاية كل بطولة، يصعد على منصة التتويج بطل واحد، وتتحول كل صراعات الآخرين إلى حكايات لتاريخ لن يذكر إلا فرسان الرهان mohamed.albade@admedia.ae