مدركات حسية ترفض الاستجابة، نظرة تجوب المكان بحثا عن الغموض الذي ينتاب نظراتها، دخيل يسكن الجسد، وحيد، أم أن هناك نقاطا تسامر الكلمات، خطابا ينتاب النفس البشرية بحثا عن الجوهر· الفن يمثل ذاك الخطاب وليس الإجابة، أي أن تلك الكلمات تمثل الفن والفنان الوجودي· الفعل في عملية البحث تمثل فنان بينما ردة الفعل تمثل مشاهد، الفعل، وردة الفعل متزامنان متى غاب أحدهما ظل الآخر بلا عنوان· والذي يمثل الفعل هو خطاب واضح المعالم، حالة من الصفاء الذهني الذي يتجرع القلق، القلق الذي ينتاب الفنان خوفا من الواقع بل فزعا يجرفه نحو تيار الكذب المقنع باسم الحرية، الصفاء رأية مزدوجة للحدث والزمان، حين نتحدث عن الحدث خلال شريط زمني تسكت الأفواه وتبدأ خطابات داخلية بالبروز، ثورة نفسية يطرحها الفنان عبر الفن، نلمسها من خلال المنتج الفني· ولم نعد نستخدم الأسطورة المطرزة بشوك شجرة الليمون للتعبير عن تلك الخطابات، أمسكنا الواقع ودبغناه بأرضية الحدث لينطق الحجر بأن الفن اليوم عبارة عن ضوء متحلل نتيجة انتقاله من وسط إلى وسط آخر· يقول الفنان موندريان: إن الفن سيختفي عندما تصل الحياة إلى درجة أعلى من التوازن· لكن وجود التوازن بين الإنسان وعالمه شيء مستحيل أو قريب من الوهم ·· فنجد الذات تحاول أن تلمس خط التوازن ولكن العناصر المثيرة لقطع ذلك الخط تفرض دائما وجودها الفعلي، وهذا يؤدي إلى الخلق والإبداع · هذه الذات في حالة اغتراب دائم مع جسدها المادي وجسدها الأثيري وفي حالة صراع مع المحيط الخارجي، فنحن نسعى للأنا من خلال الفن ونبحث عبر الخطاب الداخلي عن علاقة الجسد بالروح· الوقت متغير واللحظة كذلك في حالة اهتزاز مع المستقبل ولكن التاريخ هو العلم الذي يرشدنا نحو التطور وتدوين الحدث، العلم يقطع الشك حول حقيقة تلك الخطابات الصامتة والثائرة في نفس الوقت· الفن، الفنان والمشاهد عناصر أساسية تمثل فن التعامل مع تلك الخطابات الداخلية