«نعاني في عصرنا الحالي من زيادة كبيرة في عدد السعرات الحرارية التي تدخل إلى أجسامنا بالمقارنة مع عدد السعرات الحرارية التي نستهلكها في ممارسة النشاطات المختلفة، ويعود ذلك إلى نوعية الأغذية التي نتناولها بالمقارنة مع غذائنا قبل عقود قليلة». اوليفر هاريسون، مدير الصحة العامة والسياسات في هيئة الصحة بأبوظبي، لفت في المؤتمر العالمي للرعاية الصحية الذي نظمته كلية الطب بجامعة الإمارات الأسبوع الماضي إلى أن منظمة الصحة العالمية أفادت بأن ما يزيد على واحد من كل خمسة بالغين في دولة الإمارات يعاني من داء السكري، وفقاً لبيانات من دراسات محلية. ويعتبر هذا المعدل ثاني أعلى معدل انتشار لداء السكري في العالم، ويمثل أكثر من ضعف معدل انتشاره في البلدان المتقدمة مثل الولايات المتحدة. ويتوقع الاتحاد العالمي لجمعيات مرضى داء السكري بأن يرتفع عدد المصابين في دولة الإمارات بهذا الداء بشكل ملحوظ، حيث يتوقع أن يعاني واحد من كل ثلاثة بالغين من داء السكري من النوع الثاني بحلول عام 2025. لعل هذا الطرح يدق ناقوس الخطر لدى الجهات المعنية وأبناء المجتمع ويحتم بضرورة التنسيق بين الجهات المعنية والأفراد والمجتمعات المحلية لإجراء تغيير فعلي عن طريق أتباع أسلوب حياة صحي. يؤكد المختصون أن الوقاية هي الحل الأمثل وكل ما تتطلبه ممارسة 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل لمدة خمسة أيام في الأسبوع، وليس بالضرورة زيارة الصالات الرياضية يومياً بل يمكن دمج التمارين مع الأنشطة اليومية العادية مثل ممارسة رياضة المشي واستخدام الدرج بدلاً من المصعد، وأخذ الأطفال إلى رحلات ركوب الدراجات أو السباحة. وضرورة إيجاد الطرق الفعاله للتوعية وإشراك المجتمع المحلي في أنشطة وفعاليات كافة الوسائل المتاحة لسبب بسيط وهو أن رعاية مصابي داء السكري مكلفة للغاية بعد احتساب تكاليف الخدمات الصحية والتكاليف غير المباشرة المتعددة والتي تؤثر على الاقتصاد المحلي، وكشفت دراسة حديثة أجرتها الدكتورة فاطمة المسكري من كلية الطب بجامعة الإمارات لمرضى السكر في مدينة العين، أن متوسط التكلفة السنوية لرعاية مرضى السكري تصل إلى 3ر995 دولار لكل مريض، ويمكن أن تصل إلى 6ر175 دولار عند أولئك الذين يعانون من مضاعفات متقدمة وباحتساب معدلات الإصابة في الإمارة والتي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية مع معدل تكلفة الرعاية الصحية السنوية وهو 3ر995 دولار، فقد تصل تكلفة رعاية داء السكري حالياً إلى 1ر3 مليار دولار سنوياً في أبوظبي وحدها، مع احتمالية ارتفاع هذا الرقم بشكل ملحوظ. ويضاف إلى ذلك التكاليف غير المباشرة للخسارة في الإنتاجية والوفاة المبكرة. يقولون: «درهم وقاية خير من قنطار علاج». جميل رفيع