عندما بدأ يوسف السركال مرحلة العمل الماضية منذ حوالى 4 سنوات قطعت عهداً على نفسي في هذه المساحة أن أكون مسانداً قوياً، حتى لو وصل الأمر الى حد التغاضي عن بعض الأخطاء·· وكان الهدف من وراء إعلان هذه المساندة ''كل الحق وبعض الباطل'' إذا جاز التعبير هو مساندة مرحلة ومساندة مفاهيم جديدة نحن في أمس الحاجة إليها ونحن نبني دولتنا الحديثة· فقد كان السركال كما هو معروف أول رئيس من غير الشيوخ يتولى قيادة مؤسسة اتحاد الكرة بعد أن تولاها الشيوخ الكرام منذ لحظة التأسيس الأولى حتى عام (2004)·· وكان آخر الرؤساء سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان الذي اكتفى بعامين اثنين· وكان من المهم حسب معتقداتي أن نساند جميعاً مرحلة ابن البلد التي جاءت ما بعد مرحلة الشيوخ·· فقد كان ذلك يعني تحولاً هائلاً في المفاهيم وتحولاً هائلاً في دائرة اتخاذ القرار· من أجل ذلك كنت أجد نفسي دائماً وأبداً مندفعاً ناحية المساندة·· لم أكن أتوقف في بعض الأحيان عند نقاط أو مشاكل ثانوية - هكذا كانت تبدو لي - قياساً للمفهوم الأكبر· وإذا قال قائل إن تبعات قضية ماجد ناصر لم تكن هينة، بل كانت شديدة الأثر في بداياتها نتاج الإجراءات الخاطئة·· وفي خواتيمها بعد أن أصبح من الصعب السيطرة عليها· وأنا في ذلك أتفق على أن الأخطاء كانت كبيرة وأن الدائرة اتسعت حتى أخذت شكلاً يبدو لا نهائياً·· وأن كرة الثلج كبرت وكبرت نظراً لكثرة الأيادي التي تقاذفتها· وإذا دققت النظر في هذه القضية ستجد لها علاقة مباشرة بمفهوم مسؤولية المواطنين ومسؤولية الشيوخ·· والأمر الذي لا شك فيه أن اعتمادنا في مسيرتنا كلها على شيوخنا الكرام وعلى مفهوم اتخاذ القرار الفوري النافذ·· هذه المرحلة كان لابد وأن تؤثر بصورة أو بأخرى على المرحلة التي تليها خاصة إذا ما تعرضت لقضية تصلح لأن تكون مثل كرة الثلج ولا يجدي فيها سوى المنهج السابق صاحب القرار الفوري والنافذ· إن الصورة ما بعد انتهاء مرحلة السركال، وهي أول مرحلة بعيدة عن الشيوخ في مطبخ العمل، ولم تكن بعيدة عنه في المطلق، بدليل أن الذي أنهى مرحلة السركال هو نفس القرار الذي كان يعمل كل الوقت في الساحة قبل أن يأتي السركال ورجاله· إننا كناقدين أمام أحد أمرين الآن، إما أن نعود أدراجنا الى مرحلة الشيوخ إيماناً بأن قضايانا من الحساسية بمكان بحيث لا يجدي معها سوى التعامل بمفهوم القرار الحاسم إذا أردنا أن نتجمل، أو بمفهوم الأمر إذا أردنا الواقع· وهذا الأمر يعني ضرورة أن يترشح أحد شيوخنا الكرام لتولي رئاسة اتحاد كرة القدم خلال المرحلة القادمة وهي ليست حساسة فحسب·· بل هي في غاية الحساسية والتعقيد· الأمر الثاني أن نسمح بتكرار تجربة المواطنين مرة ثانية·· من منطلق أن التجربة الأولى ستكون ماثلة للعيان عندما تأتي التجربة الثانية·· ولكننا دعونا نعترف أنها، أي التجربة الثانية ستكون هي الأخرى محفوفة بالمخاطر إذا كنا لا زلنا بصدق بحاجة الى شيخ·· وأقصد بكلمة كنا أي وضعنا ومرحلة العمل التي نحن فيها· هذه وقفة لابد منها نحاول فيها قدر جهدنا، وللحديث صلة إذا شاء الله·