لم تتحرج شركة تويوتا اليابانية لإنتاج السيارات، والتي تعد اكبر منتج للسيارات في العالم اليوم، بعد ان ازاحت شركة جنرال موتورز الاميركية عن هذا العرش الذي تربعت عليه لعقود، لم تتحرج عن الاعلان عن وجود عيوب تصنيعية في عدد من الطرازات التي تنتجها من المركبات، وطرحتها للبيع في اسواقها في مناطق مختلفة من العالم. مع ما يمثله مثل هذا الاعتراف من صدع في السمعة والثقة التي تتمتع بها الشركة ومنتجاتها في العالم. وخرج رئيس الشركة اكيو تويودا من احدى جلسات منتدى دافوس بسويسرا ليعتذر عن عيوب في دواسات البنزين في انواع من سيارات الشركة أدت إلى سحب ملايين السيارات في أميركا الشمالية والصين وأوروبا. وقال الرجل بكلمات حارة رغم الطقس الجليدي الذي يلف ذلك المنتجع السويسري “آسفون جدا لإزعاج عملائنا. و نعمل الآن على الوقوف على الحقائق لكي يتسنى توفير تفسير بأسرع وقت ممكن لتهدئة مخاوف عملائنا”. والاعتذار خاصة عندما يجيء من رجل أعمال ياباني كبير هو أمر على قدر كبير من الاهمية ونادر الحدوث في الثقافة اليابانية. وكانت “تويوتا” قد أعلنت سحبها لنحو ثلاثة ملايين سيارة في أميركا الشمالية، كما قالت إنها ستسحب 1,8 مليون سيارة في أوروبا. في الوقت الذي ذكر فيه محللون صناعيون إن العدد الإجمالي للسيارات التي تضررت جراء عيوب في دواسات السرعة أو أرضيات السيارة يمكن أن تربو على سبعة ملايين سيارة. وذكرت “تويوتا موتور أوروبا” إن ثمانية نماذج أنتجت في الفترة من نوفمبر 2005 وسبتمبر 2009. وأكدت الشركة في بيان لها ”أن القرار “لا يشمل أي سيارة لكزس او اي موديل آخر من تويوتا لم يذكر في البيان”. وأوضحت الشركة اليابانية أن سبب سحب هذه السيارات هو خطأ في تصميم دواسة السرعة التي تبقى عالقة في موقع متقدم في بعض الأحيان.. والمشكلة نفسها أدت الى سحب 270 الف سيارة في كندا و75 الفاً في الصين. وقبل الخروج من ازمة دواسات البنزين اعلنت الشركة كذلك انها ستقوم بسحب 437 الف سيارة هجينة من انتاجها بسبب عيب في المكابح. ورغم ان أسواقنا بعيدة عما يجري، وتأثير ما جرى محدود عليها، إلا أنني أتمنى من بعض وكالات السيارات لدينا الاستفادة من هذا الدرس في الوضوح في التعامل، هذه الوكالات التي لا ينصت العديد منها لشكاوي المتعاملين معها، لأن السيارة “وكالة” وبالتالي لا يمكن ان يوجد بها اي عيب او خلل. وتابعت العديد من القضايا التي رفضت فيها هذه الوكالات مجرد تقبل فكرة وجود عيب تصنيعي، وكانت تفرض -بحكم انها الطرف القوى- شروطا باهظة التكاليف على المتضرر رغم مرور بضعة ايام فقط على شراء السيارة من ذات الوكالة. وبلغ الاستخفاف من قبل الوكالة بشكوى سيدة اشترت طرازا شهيرا من السيارات الاوروبية، ابلاغها بأن تعطلها ناجم عن ارتفاع مستوى المطر في الشارع!! ان هذه الوكالة مدعوة لاحترام من تتعامل معهم وتأخذ بعين الاهتمام ملاحظاتهم، وتستفيد من درس”تويوتا” في الكشف عما جرى رغم انه باهظ الثمن بكل المقاييس