أوباما وصفه بالقرار السيئ، والصحف الإنجليزية شنت هجوماً ضارياً على الاتحاد الدولي معتبره أن اختيار قطر لتنظيم المونديال هو انتصار للعالم الفاسد الذي يسيطر على كرة القدم العالمية، وأحد اللاعبين قال إننا أصبحنا على موعد مع كأس العالم للفقاقيع في إشارة ساخرة منه على أن كأس العالم ستقام في ملاعب مغطاة. وما تقدم يمثل غيضاً من فيض من كمية النقد السلبي الذي سمعناه بعد فوز الشقيقة قطر بتنظيم مونديال 2022 ، ووصلت إلى درجة من الشراسة التي تعكس مدى الصدمة التي تعرضت لها بعض الدول ، وعن الروح الحاسدة التي تسيطر على الكثير من المنابر التي تتغنى بالديمقراطية والحرية والمساواة ، لكنها في الحقيقة لا ترى إلا نفسها ولا تتقبل الخسارة بروح رياضية. اختيار قطر لم يكن مطلقاً بالقرار السيء، بل على العكس، منح أميركا التنظيم مرة أخرى هو القرار السيء، وذلك كان سيكون الفساد بعينه، لأنه سيرسخ مفهوم المحاباة والمجاملة والانحياز لدول معينة على حساب بقية دول العالم، وسيتعارض مع المبدأ الأساسي الذي يقوم عليه تنظيم المونديال بمنح الأولوية في الاختيار للدول التي لم يسبق لها التنظيم. كما أن أميركا ليست بريئه من النقطة التي تعاب عليها قطر والمتمثلة في الحر أو على حد تعبير الصحف الإنجليزية دوله تغلي في الصيف، وفي مونديال 94 فاقت الحرارة الأربعين درجة في بعض المدن المنظمة، لكن يومها لم يصف أحد اختيار أميركا بأنه قرار سيء أو انه يعبر عن الفساد. وبالنسبة لردة الفعل في الصحافة الإنجليزية، فإن هذا هو طبعها، ولعل كلنا ما زال يتذكر الحملة الشعواء التي شنتها أيام أزمة ديون دبي وكأنه كان لها فيها ميت، وتحاول أن تجد سببا واحدا منطقيا في كل هذا النقد ولا تجد إلا التجريح والإسفاف، كما فعلت الجارديان التي رأت أن من الأسباب التي تحسب على قطر هو تحريمها الشذوذ الجنسي!! وكأن هذا المستوى من الشذوذ الذي تعيش فيه بعض المجتمعات هو الذي يجب أن يسود. وصحف أخرى لم تجد ما تقوله غير السب كما فعلت الاندبندت: «اللعنة على كأس العالم في روسيا عام 2018 ، وتلك التي ستكون في الرمال والصحراء بعدها بأربعة أعوام في قطر». نقد أجوف يعكس حالة من الحسد والشعور بالغيرة والفشل، ونقد مهما علت نبرته فإنه لا يغير من الحقيقة شيئا، في أن قطر فازت لأنها قدمت الملف الأفضل.. لا نملك إلا أن نقول: مبروك لقطر وليمت الحاسدون بغيظهم! s.shamsi@admedia.ae