الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

باريس.. «مزرعة المونديال»

باريس.. «مزرعة المونديال»
11 يوليو 2018 21:05
أنور إبراهيم (القاهرة) في دراسة أعدتها مجموعة «رانريبيت» تحت إشراف البروفسور «داركو دوكيتش» عالم الاجتماع الرياضي بجامعة ملبورن بأستراليا، وبعد جمع معلومات عن جميع اللاعبين الذين شاركوا في بطولات كأس العالم خلال النسخ الخمس الأخيرة بدءاً من مونديال 2002، ثبت بالدليل القاطع أن عدداً كبيراً من هؤلاء اللاعبين ولدوا في فرنسا وتحديدا في العاصمة باريس وضواحيها، لتصبح مزرعة تنتج نجوم المونديال. وذكرت الدراسة أنه منذ مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، هناك 216 لاعباً ولدوا في فرنسا وشاركوا في بطولات كأس العالم الخمس الأخيرة من إجمالي 3840 لاعباً شاركوا في هذه البطولات، وتفوقت فرنسا بذلك على كل منافسيها في عدد اللاعبين الذين ولدوا على أرضها وشاركوا في المونديال، حتى وإن كانوا لا يلعبون لمنتخب «الديوك» الفرنسية. وجاءت البرازيل في المركز الثاني برصيد 148 لاعباً يليها ألمانيا «147» ثم الأرجنتين وإنجلترا «144»، كما زاد عدد المشاركين في المونديال من مواليد باريس وضواحيها - منذ بطولة 2002 - من 30 لاعباً إلى 52 لاعباً خلال مونديال روسيا وحده. وتؤكد الدراسة أنه لا توجد أية مدينة أخرى تتساوى مع باريس في عدد اللاعبين الذين ولدوا فيها وشاركوا في المونديال، حيث تأتي مدينة بوينوس إيرس الأرجنتينية في المركز الثاني ب 50 لاعباً منذ 2002 ثم مونتيفيديو 49 لاعباً وأبيدجان 43 لاعباً، وهو وضع يبرز التمركز المكثف للمواهب الكروية المولودة في العاصمة الفرنسية ومنطقتها، ويؤكد في الوقت نفسه النوعية الجيدة لما يلقاه اللاعبون في فرنسا من تدريب جيد منذ الصغر في مراكز التدريب المتعددة. وإذا أخذنا اللاعبين الذين ولدوا في باريس وضواحيها وشاركوا في هذا المونديال، سنجد أنهم يشكلون أكثر من فريق كامل يضم 11 لاعباً، ومن نوعية جيدة جداً، وتدعيماً لكلامه وسع البروفسور «داركوديكيتش» دائرة بحثه ودراسته لتشمل القيمة السوقية للاعبين وكانت النتيجة مبهرة إذ إن المولودين في فرنسا، وتحديداً بباريس وضواحيها، وشاركوا في مونديال روسيا بلغت قيمتهم السوقية 483 مليون يورو وهى أعلى قيمة سوقية لمواليد مدينة واحدة في كأس العالم، وتمثل تحديداً ثلاثة أمثال القيمة السوقية للاعبين الذين ولدوا في مدينة بوينوس أيرس صاحبة المركز الثاني ب 180 مليون يورو. ورد البروفسور ديكيتش على الذين يعتبرون هذا الأمر منطقياً وطبيعياً على اعتبار أن أغلب هؤلاء اللاعبين المولودين في باريس موجودين في قائمة منتخب فرنسا، بقوله: هذا غير حقيقي وليس هذا هو السبب بدليل أن منتخب فرنسا لايوجد به سوى 7 لاعبين فقط ولدوا في باريس وضواحيها، بينما ولد اللاعبون الآخرون في مدن أخرى بدول أخرى مثل السنغال «4 لاعبين » والمغرب «لاعبان» وتونس «لاعب» والبرتغال «لاعب». وخلص البروفسور داركو ديكيتش في دراسته إلى حقيقة أن ما صنع قوة هذه المنطقة «باريس وضواحيها» هو تنوعها في المقام الأول ووجود جنسيات وثقافات مختلفة فيها لأن فرنسا عبر تاريخها الطويل شجعت عمليات الهجرة إليها من مختلف دول العالم وبوجه خاص شمال أفريقيا والدول الفرانكونية في أفريقيا السمراء، بدليل وجود نسبة كبيرة من اللاعبين الذين ينحدرون من أصول أفريقية وأيضا من منطقة الكاريبي. واختتم البروفسور ديكيتش دراسته بقوله إن تعدد الثقافات في فرنسا وبالتحديد في العاصمة باريس بالإضافة إلى توافر كل وسائل التقدم والمعرفة بها، جعل من هذه المدينة وهذا البلد بوجه عام، قبلة للمهاجرين من كل مكان في العالم، وبيئة مواتية لإنجاب عدد كبير من المواهب الكروية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©