الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الكولومبية لاورا ريستريبو استولت على قبعة ماركيز

الكولومبية لاورا ريستريبو استولت على قبعة ماركيز
21 أغسطس 2018 00:56

محمود إسماعيل بدر (عمّان)

«عيناي دائماً ما تلتقط الأحداث اليومية، من الممكن أن تطرأ لدي أفكار لكتابة ثلاث روايات في نفس الوقت، فأنا طوال الوقت شغوفة ومهتمة بكتابة الروايات لأنها أعظم تعبير عن متناقضات العالم، وأقرأ الكثير من الأشياء، وأتابع ما يفعله شخص ما، حتى يترجم كل هذا في عنوان نهائي». هذا ما قالته الكاتبة والروائية والصحفية الكولومبية الشهيرة لاورا ريستريبو المولودة عام 1950، عن تفكيرها في تصميم أفكار رواياتها، وأهمها «الهذيان» التي فازت عنها بجائزة الفاجوارا الإسبانية عام 2004، ثم أحدث رواياتها «أبطال فوق العادة»، وهي عمل أدبي محزن للغاية ومستلهم من قصة فتاة عمرها 7 سنوات تعرضت للاغتصاب والموت، من قبل حفنة من الذئاب البشرية، وسجلت لاورا من خلاله اعتراضها الشخصي على مثل هذه الأوضاع الصعبة التي تواجه الفتيات، حيث إنها تقدم من خلال هذه الرواية صرخة ووثيقة إدانة للقوانين المجحفة الظالمة الخاصة بمثل هذه الجرائم المخزية.
تستعرض ريستريبو المنتمية لتيار الواقعية السحرية في «أبطال فوق العادة» (227 صفحة)، حياة الشباب الذين يمتلكون الكثير من الأموال ووسائل الرفاهية، ولا يبالون بأي شيء أو بأي شخص، وتقول حول سبب اختيارها لمثل هذا الموضوع المثير للجدل: «الكتابة عبارة عن طريقة للوفاء بهدف ما، لا تسألوني ما هو، الرواية عادة ليس لديها إجابات، ولا تفترض نظرية، ولكن هذا ما أفعله، إنها طريقة لحماية هذه الفتاة، وحماية أخريات حتى لا تتكرر مثل هذه المأساة الموحشة في عالم يقول إنّه متحضر».
لاورا ريستريبو، التي تحظى بشهرة واسعة في المحيط الإسباني والأميركي، وتم اختيارها من بين أفضل 635 روائياً يكتبون بالإسبانية أو من أصل لاتيني، نالت إشادات واسعة من أسماء لها وزنها في مجال الأدب والكتابة، مثل مواطنها جابرييل جارثيا ماركيز، والبرتغالي جوزيه ساراماجو، الحائزين على جائزة نوبل في الأدب، حيث قال ماركيز عنها: «يجب رفع القبعة لها ولإسهاماتها في وصول الكتابة لمكانتها الحالية، كتابات تهتم بكرامة الآخرين». لقد كان للثلاثي ويليام سرويان، جون شتاينبك، ونيكوس كازانتزكيس، تأثير كبير في مسيرة لاورا ريستريبو الإبداعية، وعلّقت بأن هؤلاء جعلوها ترتبط بأحزان الآخرين، ومنحوها القدرة على إظهار التعاطف الإنساني حتى في الأوقات الصعبة والتضامن والترابط بين كافة البشر، لذلك استخدمت التراجيديا في العديد من أعمالها.
لاورا صاحبة روايات: النمر الأرقط، أمام الشمس، العطش، حكاية شخص متحمس، جزيرة الشوق، البقرات يأكلن الاسباغيتي، العروس الداكنة، الحشد الهائم، عطر زهور غير مرئية، المقنعون، فازت أيضاً بجائزة جرينثاني كابوو لعام 2006 عن روايتها «الهذيان»، باعتبارها أفضل رواية أجنبية نشرت في إيطاليا، وكونها وعلى نحو دائم تظهر في أعمالها خليطا من البحث الصحفي والخبرات الخاصة عن طريق قصص رفيعة المستوى وكثيفة المضمون، والتي دائما ما تدور أحداثها في كولومبيا، ولكنها في ذات الوقت مواضيع شمولية عالمية بمفردات معاصرة، تتناول الإنسان العادي أينما كان، على نحو روايتها «جزيرة الشوق» التي تدور أحداثها عام 1900 خلال الثورة المكسيكية والحرب العالمية الأولى، وتحكي قصة أرنو رامون وزوجته أليسيا، ومجموعة من جنود الجيش المكسيكي، أضطروا إلى الحياة في جزيرة كليبرتون المنعزلة، الواقعة على المحيط الهادي، وما يحدث خلال ذلك من صعوبات وشجون وتأملات حينما يعود الإنسان إلى أصله.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©