الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الهندية "كيران ديساي".. رافضة للعولمة والحداثة المشوّهة

الهندية "كيران ديساي".. رافضة للعولمة والحداثة المشوّهة
22 سبتمبر 2018 00:55

محمود إسماعيل بدر (عمّان)

في 3 سبتمبر الجاري مرّت الذكرى الـ 47 لميلاد الكاتبة والروائية الهندية المقيمة في الولايات المتحدة الأميركية «كيران ديساي – مواليد نيودلهي 1971»، وكانت عام 2006 قد حصدت جائزة بوكر الدولية الأدبية عن روايتها «ميراث الخسارة» التي قضت ثماني سنوات في كتابتها، لتسجل بذلك كأصغر كاتبة تفوز بالجائزة (أنشئت عام 1969- وتحتفل حاليا بيوبيلها الذهبي)، وأشاد النّقاد بهذه الرواية باعتبارها رواية رائعة ذات أبعاد إنسانية ورقّة كوميدية ونزعة سياسية قوية، وخلال كلمتها التي ألقتها عند تسلمها الجائزة قالت ديساي مازحة: (إنني هندية ولذا سأشكر والدي، إنني مدينة لوالدتي بدين كبير يشعرني بأن هذه الرواية كتبت بقلمها مثلما كتبت بقلمي)، فيما كتبت الناقدة الأدبية جيل جويس مقالة عن الرواية وبثتها وكالة الأسوشيتدبرس بقولها:(لقد صورت ديساي في روايتها العظيمة هذا الجانب المظلم للعولمة ومشاعر الوحدة والعزلة التي لدى أبطالها).
تغوص «ميراث الخسارة»، الناشر هاميش هاملتن، في مسائل التعددية الثقافية وإرث ما بعد الاستعمار وصراع الحضارات والأديان والهويات الهاربة، وهي في الواقع وكما وصفها النقاد (خلاسية، ما بعد حداثية، زاخرة بالصور المتناقضة، فثمة معا محلاّت ماركس أند سبنسر الشهيرة في بريطانيا وعوالم الثوار الماويين في النيبال على حدود الهند). تقع أحداث هذه الرواية، التي بيع منها أكثر من مليون نسخة حول العالم، بين شمال شرقي الهملايا ونيويورك، وهي تروي حكاية قاض هندي قرر التقاعد والعيش في هدوء في منزله المنعزل في الهملايا، ولكن حياته تنقلب رأسا على عقب مع وصول حفيدته اليتيمة المراهقة لتعيش معه حيث صراع الأجيال المرير، وفي المتن الروائي تناقش ديساي العديد من القضايا التي تدور حول مجموعة من المسائل المتناقضة من الحداثة والطبقية إلى القومية والوطنية، كما تبحث بلغة شفافة عميقة في العديد من القضايا المعاصرة من العولمة إلى التعدد الثقافي، والتفاوت الاقتصادي والعنف والإرهاب، وتتوالد القصص من حكايات كل من أبطال الرواية: من ماضيهم، من قصص حبهم ومغامراتهم، ويشكل كل من هذه الحكايات لبّ رواية ديساي: الحب، والحنين والعبثية، والخسارة، وإدانة العولمة التي سحقت وما زالت تسحق ملايين الفقراء.
في المسيرة الحياتية لديساي أنها انتقلت مع والدتها الروائية أنيتا ديساي (صاحبة رواية.. ضوء نهار مشرق) إلى بريطانيا للدراسة، ومكثا فيها لمدة عام قبل مغادرتهما إلى الولايات المتحدة الأميركية بسبب رغبة ديساي دراسة الأدب هناك، وقد تخرّجت من كلية بينينجتون في عام 1993، وحصلت بعد ذلك على درجة الماجستير في فن الكتابة الإبداعية من جامعتين الأولى هولينز في رونوك، والأخرى كولومبيا في مدينة نيويورك، أما سيرتها الأدبية فحافلة بالأعمال والروايات العالمية الشمولية الناضجة مثل «هولابالو في بستان الجوافة 1998».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©