الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجلة أميركية: كأس العالم في قطر «كابوس للاتجار بالبشر»

مجلة أميركية: كأس العالم في قطر «كابوس للاتجار بالبشر»
23 سبتمبر 2018 00:00

شادي صلاح الدين (لندن)

استمراراً للتقارير الدولية التي كشفت عن المخاطر التي يتعرض لها العمال المهاجرون في قطر، وسوء المعاملة غير المسبوق، والتي أدت إلى وفاة 1200 عامل أجنبي في البلاد منذ أن تم منحها تنظيم كأس العالم لكرة القدم بصورة غير شرعية في عام 2010، أكدت مجلة أميركية أن كأس العالم القادمة في قطر أصبحت «كابوساً للاتجار بالبشر».
وأوضحت مجلة «ذي فيدراليست» الأميركية في مقال كتبته «نيكول فيشر» أنه مع انتهاء المباراة النهائية لكأس العالم 2018 في روسيا، انتقل تركيز العالم إلى الدوحة التي تستضيف عمالاً مستعبدين، يعملون على بناء البنية التحتية الجديدة بصورة غير آدمية في معسكرات العمل القسري.
وأشارت إلى أنه منذ عام 2013 توالت تقارير عن الاتجار بالبشر وإساءة معاملة واستغلال العمال المهاجرين، بما في ذلك العديد من حالات الوفاة في قطر، وأن أحد التقارير المقدمة إلى السفارة النيبالية في الدوحة، ذهب إلى أن عاملاً نيبالياً واحداً على الأقل يموت يومياً أثناء أعمال البناء على منشآت كأس العالم.
وأشارت الكاتبة إلى أن ذلك هو ما كان يمكن حسابه، حيث إن هناك العديد من الوفيات الأخرى التي لم يكن من الممكن رصدها أو تسجيلها. ووفقاً لتقرير صدر عن الاتحاد الدولي لنقابات العمال في عام 2017، توفي ما لا يقل عن 1200 عامل أجنبي في قطر منذ حصولها على تنظيم كأس العالم في عام 2010 بصورة غير شرعية. وهذا بلا شك أكبر عدد من الوفيات المعروفة للتحضير لحدث رياضي، حيث إن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2012 في سوتشي جاءت في المرتبة الثانية بعد تسجيل 60 حالة وفاة فقط.
ويتوقع نفس التقرير أن يكون هناك ما لا يقل عن 4 آلاف قتيل آخر في دوحة الإرهاب بحلول حفل الافتتاح المزعوم في عام 2022. وبعد وقت قصير من نشر هذه المعلومات، تم اعتقال مراسلي شبكة الإذاعة البريطانية «البي بي سي» الذين حاولوا الإبلاغ عن معسكرات العمل في كأس العالم، طبقاً للمجلة الأميركية.
وذكرت الكاتبة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يحب الحديث عن الدول مثل قطر التي تعاني من الفساد والرشوة وحصلت في نهاية المطاف على تنظيم كأس العالم، كما أن الفيفا لا يحب أيضاً الحديث عن الاتجار بالعمال أكثر من ذلك، مشدداً على أن الفيفا نجح ولسنوات في تجنب الحديث عن تطورات تنظيم أول بطولة لكأس العالم في الشرق الأوسط. وكما ذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية: «من المعلوم أن الكثير من وسائل الإعلام الغربية صبت غضبها على العرض القطري نفسه، بجانب الاتهامات بشراء أصوات اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم».
ووفقاً للدكتورة «أناليسا انريلي»، الأستاذة في جامعة جنوب كاليفورنيا، فإن المشكلة الأساسية هي أن الناس لا يفهمون حجم العمل اللازم لإنشاء البنية التحتية لدعم ملايين الزوار، وإنشاء الملاعب الأكثر حداثة، والتسوق والسكن والطعام والنقل والمطارات. وتقول إن هناك أمثلة شائعة مثل تلك الموجودة اليوم في البرازيل وألمانيا للألعاب السابقة. وقالت إن أكبر مخاوفها هي أنه بعد رؤية أعداد الحضور في روسيا، والتي تجاوزت التوقعات، فإن الطلب على البناء في قطر على وشك أن يصبح أسوأ بكثير، بما يعني المزيد من سوء معاملة العمال واستمرار الانتهاكات بحقهم.
وعندما سُئلت عن استغلال الفقراء على وجه الخصوص، تدعي أن الافتقار إلى الشفافية هو الجاني الرئيسي. هذا لأن هناك طبقات من المقاولين من الباطن. وهكذا، في كل خطوة في سلسلة القيادة، يمكن أن يلقي أحدهم باللوم على شخص آخر. لكن في نهاية المطاف، وبطريقة ما، هناك ما يقرب من مليوني عامل غير قطري في البلاد، وتأكد وجود نحو 800 ألف عامل على الأقل يعملون في مواقع البناء، تمت مصادرة جميع الأوراق والوثائق التي كانوا يمتلكونها.
وأشار مقال «ذي فيدراليست» إلى ارتفاع درجات الحرارة في مواقع البناء بشكل كبير خلال النهار، بجانب وضع العمال في معسكرات نوم مكتظة. وقالت: «هذا ما يبدو هو الظلم. لقد وضعوا جدراناً بشكل قانوني لإخفاء كل ما يحدث في مناطق البناء».
وأوضح أنه رغم إعلان الفيفا تبكير إقامة كأس العالم عدة أشهر لتقام في الشتاء بدلاً من الصيف، معترفاً بأن حرارة الصيف ستكون غير آمنة للاعبين والجماهير، فإن ذلك يضع بالفعل أكثر من علامة تعجب على اهتمام كل من الفيفا وقطر بالعمال الذين يتركون للعمل في حرارة الشمس الحارقة لإقامة ملاعب واستادات فارهة مكيفة، لتستمتع بها الجماهير والمسؤولون الذين يدفعون أموالاً من أجل حضور فعاليات البطولة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©