الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صحف عالمية: «تجريد» قطر من المونديال قائم وبقوة

صحف عالمية: «تجريد» قطر من المونديال قائم وبقوة
24 سبتمبر 2018 00:15

دينا محمود (لندن)

جددت وسائل إعلام غربية التأكيد على أن فرص تجريد قطر من بطولة كأس العالم المقبلة لكرة القدم المقررة إقامتها في عام 2022 لا تزال قائمةً وبقوة، في ضوء تزايد المؤشرات على إمكانية اتخاذ الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» قراراً حاسماً في هذا الصدد قريباً، وذلك في وقتٍ أبرزت فيه صحف آسيوية تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تضرب الدوحة جراء المقاطعة التي أدت إلى إغلاق مئات الشركات هناك أبوابها.
وفي تقريرٍ أعده تومي كونلن، وصفت صحيفة «الإندبندنت» الإيرلندية امس الذي أُعْلِنَ فيه عن نيل النظام القطري حق استضافة الحدث الكروي الأبرز في العالم بأنه «يومٌ سيئ السمعة»، في إشارةٍ منها إلى أجواء التلاعب والرشى التي اكتنفت التصويت الذي جرى في هذا الشأن في اللجنة التنفيذية لـ«الفيفا» أواخر عام 2010.
وشدد التقرير على أنه «لا تزال هناك فرصة واقعية بألا ينتهي المطاف بكأس العالم 2022 في قطر»، قائلاً إن «حكام هذه اللعبة العالمية»، ويعني بهم كبار المسؤولين في «الفيفا»، قد يُضطرون إلى اتخاذ قرارٍ بنقل البطولة من الدوحة «إذا ما وصلت الأمور إلى نقطة تحولٍ»، تجعل من الضروري وقف «هذا المشروع الفاسد والخطير»، في إشارة إلى استضافة دولةٍ مارقةٍ، مثل الدويلة المعزولة للمونديال.
وشنت الصحيفة الإيرلندية هجوماً ضارياً على اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي والتي صوتت لصالح إسناد كأس العالم إلى قطر، واصفةً إياها بـ«الطغمة سيئة السمعة»، مُشيرةً بشكلٍ ضمنيٍ إلى فضائح الفساد التي تورط فيها عددٌ كبيرٌ من أعضاء هذه اللجنة، ممن شاركوا في التصويت المشبوه الخاص بمونديال 2022.
المعروف أن 11 من أصل الأعضاء الـ 22 لهذه اللجنة في وقت إجراء ذاك التصويت، قد حوكموا أو أدينوا أو صدرت بشأنهم - فيما بعد - قراراتٌ تمنعهم من ممارسة أي نشاطٍ كرويٍ مدى الحياة. ولم يسلم من هذا المصير سيب بلاتر الذي كان رئيساً لـ«الفيفا»، حينما اتُخِذَ القرار الخاص باختيار الدولة المُضيفة للمونديال القادم، والذي اضطر للاستقالة من منصبه بدوره منتصف عام 2015.
واختتمت الصحيفة الإيرلندية تقريرها بالتشكيك بقوة في إمكانية أن تشهد العاصمة القطرية أواخر عام 2022 انعقاد المؤتمر العام لـ«الفيفا» الذي يُفترض أن يشهد إجراء التصويت الخاص بتحديد الدولة المُضيفة لكأس العالم 2030، قائلةً، إن «قطر قد لا تظل حتى ذلك الحين ساحةً لتنظيم كأس العالم»، الذي تشهد عمليات التحضير لاستضافته من جانب النظام الحاكم في الدوحة، انتهاكاتٍ واسعة النطاق بحق العمال الوافدين الذين تُقدر أعدادهم بمئات الآلاف من الأشخاص.
محنة أحد هؤلاء العمال كانت محوراً لتقريرٍ نشرته صحيفة «ذا هيندو» الهندية واسعة الانتشار تحت عنوانٍ لافتٍ يقول «حلم الشاب القادم من حيدر آباد الذي تحول إلى كابوس»، بعد 9 شهور فحسب قضاها في قطر.
وللدلالة على فداحة ما عاناه الشاب - الذي يُدعى موتيالا فينود خانا - في الدوحة، نقلت عنه الصحيفة قوله، إنه «لا يتمنى حتى لألد أعدائه أن يمر بالمعاناة التي عايشها في قطر»، وأشارت إلى أنه أقسم بألا يفكر حتى في تكرار هذه التجربة المأساوية مرةً أخرى، في ظل ذكريات «الحياة الشاقة التي كابدها هناك.. والتي تبعث الرعدة في أوصاله» كلما خطرت على باله.
وقالت «ذا هيندو»، إن محنة هذا الشاب بدأت منذ اللحظة الأولى لوصوله إلى الدويلة المعزولة، فبدلاً من أن يعمل حلاقاً كما كان يُفترض، وجد أنه سيُوظف كعامل تنظيفٍ في شركةٍ تتولى توفير الأغذية للجيش القطري في منطقةٍ تبعد 50 كيلومتراً عن الدوحة، وأنه سيعمل براتبٍ يقل بثلاثمئة ريال كاملةً عما كان قد وُعِدَ به.
وبرغم أنه كان من المفترض أن يستمر عقد العمل الذي حصل عليه «خانا» لمدة عامين على الأقل، فقد أغلقت الشركة أبوابها بعد التحاقه بها بثلاثة شهور فحسب، لتتقطع به السبل اعتباراً من منتصف مارس الماضي، ويختفي الوسيط الذي جلب له هذا العمل، وتنقطع الاتصالات معه.
وبعدما فقد عمله، هام «خانا» - الذي انتهت صلاحية تأشيرة إقامته - على وجهه في الشوارع، واضطر إلى المبيت للكثير من الليالي في متنزهاتٍ عامةٍ دون طعامٍ أو نقودٍ، ما عرضه للاحتجاز على يد الشرطة القطرية مرتين على الأقل.
وفي إشارةٍ إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشهدها قطر بسبب الإجراءات العقابية المفروضة عليها منذ منتصف العام الماضي، قالت الصحيفة الهندية، إن الشركة التي كان يعمل فيها «خانا» كانت من بين نحو 600 شركة أغلقت أبوابها في الآونة الأخيرة، مُشيرةً كذلك إلى أن «الكثير من الشركات في قطر أصبحت الآن في وضعٍ حرجٍ»، وهو ما أدى إلى أن يفشل هذا الشاب في العثور على أي عملٍ بديل.
وفي مقابلته مع الصحيفة، شدد «خانا» على أن هناك في قطر الكثير من العمال المهاجرين ممن يمرون في الوقت الراهن بنفس معاناته، ولكن «في صمت»، قائلاً إن هؤلاء صاروا عاجزين عن العودة إلى أوطانهم أو العثور على وظائف جديدة بدلاً من تلك التي فقدوها بسبب إغلاق الشركات التي كانوا يعملون فيها.
وبلهجة مريرة، أضاف «خانا» بالقول: «لم أكن أعتقد قط أنني سأعود (إلى الهند) على قيد الحياة»، مشيراً إلى أنه لم يكن لينجح في ذلك سوى بمساعدةٍ تلقاها من جمعيةٍ خيريةٍ هنديةٍ تولي عنايتها العمال الهنود في قطر ودولٍ أخرى في العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©