استكمالاً لنهج دولة الإمارات العربية المتحدة الراسخ في دعم وتمكين المرأة في المجالات كافة، ولاسيما المجال الاقتصادي بمختلف قطاعاته، اختتمت مؤخراً، فعاليات الدورة الأولى من «القمة العالمية للتمكين الاقتصادي للمرأة»، التي تنظمها مؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مركز «إكسبو» الشارقة، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، والراعي الفخري للمبادرة العالمية لإدماج المرأة، حيث تأتي القمة في إطار الجهود الحثيثة والمتصلة لدولة الإمارات العربية المتحدة في تأسيس بيئة عمل مناسبة للمرأة، تسهم في تحقيق مسيرة تمكين المرأة وإشراكها في العملية التنموية، التي تنبثق من رؤية استراتيجية واضحة استهدفت توفير الإمكانات والظروف كافة التي تعزز وضع العنصر النسائي الإماراتي كشريك رئيسي في المسيرة التنموية للدولة المتجسدة في «رؤية الإمارات 2021» و«مئوية الإمارات 2071». لقد غدت إنجازات مسيرة تمكين المرأة في دولة الإمارات أحد الجوانب الأكثر إشراقاً في تاريخها الممتلئة صفحاته بتجارب مشرفة، وذلك استناداً إلى نهج الدولة الراسخ الذي أرسى قواعده المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، واستمرت قيادتنا الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في بذل كل غالٍ ونفيس لاستكمال مسيرة دعم وتمكين المرأة في المجالات كافة، والعمل على اتخاذ التدابير وإعداد السياسات التي تسهل انخراطها بشكل ميسر في بيئة العمل، وبشكل خاص تعزيز مكتسباتها اقتصادياً، على الصعيدين المحلي والدولي، وهذا ما عكسته «القمة العالمية للتمكين الاقتصادي للمرأة»، التي استهدفت تحقيق «أهداف التنمية المستدامة» بشأن التمكين الاقتصادي للمرأة بحلول عام 2030، التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2015. وضمن هذا السياق استضافت القمة على مدار يومين أكثر من 70 متحدثاً رئيسياً من كبار الشخصيات والوزراء ومسؤولي المنظمات المحلية والدولية والخبراء والمتخصصين ورواد الأعمال، وشهدت عدداً من الندوات الرامية إلى إتاحة الفرصة للمرأة لخوض مختلف القطاعات الاقتصادية، وناقشت الفرص والتحديات المطروحة أمام المرأة. ولعل واحداً من أهم مخرجات القمة الإعلان الرسمي خلال اليوم الأول عن أسماء عشرين شركة ومؤسسة ومنظمة وهيئة محلية ودولية تعهدت بدعم مبادئ التمكين الاقتصادي للمرأة، التي أطلقتها مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، مؤخراً، وأكدت التزام كل منها تبنّي اثنين من المبادئ الثمانية المعتمدة من هيئة الأمم المتحدة للمرأة والاتفاق العالمي للأمم المتحدة، لضمان التمكين الاقتصادي للمرأة. مما لا شك فيه أن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتها الرشيدة في تقديم تجربة يحفها النجاح والتميز في تمكين المرأة ودعمها، وفي المقابل قدمت المرأة الإماراتية أدلة وبراهين على أنها كانت ولا تزال، محل تقدير وثقة ودعم قيادتها اللامحدود، وأثبتت أنها قادرة على الدخول في شتى المجالات وتحقيق نجاحات، وباتت نموذجاً يحتذى به إقليمياً ودولياً، وهذا ما أكدته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في كلمتها خلال افتتاح القمة العالمية للتمكين الاقتصادي للمرأة، حيث قالت: إن من التجارب الدولية التي أفتخر أن نقف عندها، تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة وما قطعته على صعيد الارتقاء بالمرأة، فخلال العقود الأربعة الماضية خاضت المرأة الإماراتية تجربة رائدة على المستوى المجتمعي والاقتصادي، تجسدت في حجم الأعمال الكبرى التي تتولى إدارتها، وفي نسبة مساهمتها في الناتج المحلي، إلى جانب ارتفاع مستواها التعليمي، وتعاظم حجم خبراتها العملية، وفيما يتعلق بالحياة الاقتصادية، يوجد أكثر من 32 ألف سيدة أعمال إماراتية يدرْن مشاريع برؤوس أموال ضخمة، وتستفيد أكثر من 33% من رائدات الأعمال الإماراتيات من الفرص الاستثمارية والتعاقدات مع مختلف القطاعات الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، وهذا ما أسهم في تصدر دولة الإمارات العربية المتحدة دول العالم في مؤشر احترام المرأة الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2014، وأكسبها ثقة إقليمية ودولية في مجال تمكين المرأة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية