بُعيد الاستحواذ على السلطة في انقلاب عسكري عام 1979، أدرك الجنرال الكوري الجنوبي «تشان دو - هوان» كيف يمكنه كسب الشرعية الدولية والشعبية التي اشتهاها، بينما يظهر القوة الاقتصادية المتزايدة لبلاده، وذلك من خلال دورة الألعاب الأولمبية لعام 1988. لكن الأمر لم يجد نفعاً بالطريقة التي توقعها «تشان»، وبدلاً من تعزيز حكمه القمعي بمساعدة دورة الألعاب الأولمبية، واجه احتجاجات ضخمة من قبل الطلاب والعمال ونشطاء الديمقراطية في بلاده، والذين خرجوا إلى شوارع سيؤول في 1987، مستغلين الاهتمام الدولي بدورة الألعاب الأولمبية للمطالبة بإصلاحات داخلية. وأدت احتمالات فرض إجراءات أمنية مشددة، كان يمكن أن تفضي إلى إلغاء الألعاب، إلى ضغوط دولية على «تشان» من أجل السماح بانتخابات ديمقراطية. وفتحت تلك الانتخابات الرئاسية، المنظمة في ديسمبر 1987، الباب أمام كوريا الجنوبية لدخول عصر الديمقراطية، منهيةً عقوداً من الحكم العسكري. وبعد ثلاثين عاماً أخرى، خرج الكوريون الجنوبيون إلى الشوارع، مطالبين بتنحي الرئيسة «بارك جيون هي»، وأثارت مزاعم فساد تورط فيها أفراد وشركات، أي «ثورة الشموع» التي طالب خلالها المحتجون بمزيد من حرية التعبير، ومحاسبة الشركات والحكومة، واحترام حقوق العمال. وأدت إلى إطاحة «بارك» من السلطة في مارس الماضي. وتولى «مون جاي إن»، المحامي والناشط السابق، رئاسة كوريا الجنوبية خلفاً لـ«بارك»، وهو يستضيف حالياً «دورة الألعاب الأولمبية الشتوية»، ولديه فرصة حقيقية لجعل حقوق الإنسان برنامجاً مركزياً لإدارته. وتمنح دورة الألعاب، التي بدأت من التاسع من فبراير وتستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر ذاته، حكومة «مون» قوة دافعة لمعالجة مخاوف حقوق الإنسان القائمة منذ وقت طويل، مثل وقف التمييز ضد النساء والجماعات المستضعفة، بمن فيهم اللاجئون والعمال المهاجرون، وإطلاق سراح قادة الاتحاد التجاري المسجونين بصورة غير عادلة، والذين يعتبر سجنهم ميراثاً ضاراً من سياسات انتهاك الحقوق التي خلفتها حكومة «بارك». مينكي ووردن مدير المبادرات العالمية لدى «هيومان رايتس ووتش» يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»