استكمالاً للرؤية التنموية الشاملة التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي ظل المساعي الدؤوبة للقيادة الرشيدة، ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتصبح الإمارات في مصاف الدول الأكثر أمناً واستقراراً، تولي الدولة تعزيز ثقافة المسؤولية المجتمعية، والشراكة الفعالة بين المؤسسة الشرطية وأفراد الجمهور في مجال الحفاظ على الأمن والاستقرار اهتماماً استثنائياً، وتتزايد الحاجة إلى ذلك مع تغير مفهوم الأمن، حيث لم يعد تحقيق الأمن المجتمعي نتاج جهد فردي أو منوطاً بجهة معينة، بل هو مسؤولية جماعية تنتج عن جهد متكامل وشامل بين جميع أفراد المجتمع ومؤسساته يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق مفهوم أمني مستدام من ناحية، ومن ناحية أخرى يعكس حس الأفراد العالي بالمسؤولية والواجب تجاه الوطن. وفي هذا الإطار، وترجمة لمتطلبات خطة أبوظبي 2030 التي تنص على وجود مجتمع آمن، كانت شرطة أبوظبي قد أعلنت تبني استراتيجية شاملة لتطوير العمل الشرطي، من خلال أدوات ومبادرات عدة من شأنها النهوض بدور الجمهور ليكون مكملاً لدور شرطة أبوظبي، ولعل من أبرزها مبادرة «كلنا شرطة» التي تأتي في سياق التزام شرطة أبوظبي بمد مزيد من جسور التواصل مع المجتمع وتحقيق انخراط أكبر لأفراده في جهود الأمن التي تبذلها الشرطة، بما ينعكس إيجاباً على المشهد الأمني في الإمارة، ويصب في إطار سعادة الجمهور، حيث تركز المبادرة على أمن وسلامة المجتمع، ومواكبة التطور العمراني المتسارع في إمارة أبوظبي، وتكريس مشاركة أفراد المجتمع في حفظ الأمن والوقاية من الجريمة، وذلك تجسيداً لرسالة المبادرة التي تتمحور حول مشاركة أفراد المجتمع بشرائحه كافة في تعميق الشعور بالأمن والأمان في أرجاء الإمارة كافة، من خلال تسخير إمكاناته ومهاراته، وتحفيز الإبداع والابتكار في الحفاظ على أمن وسعادة مجتمع أبوظبي بشكل مستدام. وفي سياق جهود الإمارات لمشاركة أفراد المجتمع في الوقاية من الجريمة والحفاظ على مكتسبات المسيرة الأمنية، بما يسهم في الارتقاء بمسيرة العمل الشرطي والأمني إلى أفضل المستويات، ناقش مشاركون في المجلس الذي نظمته شرطة أبوظبي بمنطقة العين «دور الجمهور في مكافحة الجريمة»، وعرضوا أفكاراً ومقترحات تعزز جهود الشرطة في الوقاية من الجريمة ونشر الأمان والطمأنينة في المجتمع، مؤكدين أهمية حث أفراد المجتمع على التعاون مع عناصر الشرطة في نشر الأمان والطمأنينة من خلال الإبلاغ عن الجرائم والحوادث وكل المظاهر السلبية، عبر القنوات والوسائل المختلفة. واستكمالاً للمخاطر التي تهدد أمن المجتمع، وتتطلب زيادة الوعي الجماهيري، تحدث عدد من المشاركين بالمجلس عن بعض الظواهر السلبية، التي من أبرزها وسائل التواصل الاجتماعي، حيث دعا المشاركون إلى حسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي محذرين من تداول الإشاعات. إن نعمة الأمن والأمان والاستقرار التي حباها الله لدولة الإمارات العربية المتحدة، لم تأتِ من فراغ، وإنما نتجت عن جهود متواصلة وحرص شديد للمجتمع الإماراتي كله، قيادة وشعباً، مواطنين ومقيمين على حد سواء، بالإضافة إلى تعاون وثيق بين المؤسسات المعنية كافة، من أجل توفير أعلى درجات الأمن الذي هو اللبنة الأساسية لرخاء المجتمع ورفاهية أفراده، فترسيخ الشعور بالأمن لدى أفراد المجتمع يعد من أصعب الإنجازات التي قد تحققها أي دولة، ولاسيما في عصرنا هذا المحفوف بالمخاطر والصراعات الأمنية والسياسية من الجوانب كافة، بالإضافة الثورة التكنولوجية الهائلة التي فتحت الباب أمام وسائل التواصل الحديثة ومخاطرها، هذا فضلاً عن التحديات التي تواجه دولة الإمارات بشكل خاص، التي يتمثل أبرزها في تعدد الثقافات والجنسيات التي تحتضها الدولة. وبرغم زيادة التحديات التي تواجه الأجهزة الشرطية والأمنية، فإنها تعمل بفاعلية وكفاءة عالية لتحقيق أعلى درجات الأمان، وبالفعل تأتي التقارير والشهادات لتبرهن نجاح الإمارات في ذلك، حيث حازت أبوظبي المركز الأول عالمياً كأكثر مدن العالم أماناً، وفقاً لتقرير حديث لمؤسسة «نوميبو» الأميركي المتخصص في رصد تفاصيل المعيشة بأغلب بلدان العالم. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية