"تشويش" حول قمة «ترامب- كيم".. وخيارات ما بعد تسميم «سكريبال» «واشنطن بوست» تحت عنوان «في البيت الأبيض.. حالة التشويش الكامل تجاه كوريا الشمالية تتواصل»، نشرت «واشنطن بوست» أول من أمس مقالاً لـ«جيمس داوني»، استهله بالقول إن إعلان ترامب قبوله دعوة الرئيس الكوري الشمالي «كيم أون» إلى قمة تجمع رئيسي البلدين، قد أربك البيت الأبيض، وذلك قبل ساعات من تصريح لوزير الخارجية الأميركي «ريكس تيلرسون» أشار فيه إلى أن البلدين أبعد ما يكون عن التفاوض، وهذا يعني أن البيت الأبيض سيجتهد بعد إعلان ترامب عن القمة، لتقديم تفاصيل عنها. وما يبعث على الدهشة أو فريق ترامب ليس لديه خطة من أجل كوريا الشمالية، وضمن هذا الإطار، لم يستطع «راج شاه»، نائب المتحدث الإعلامي باسم البيت الأبيض، الإجابة عن سؤال طرحته شبكة «إيه بي سي» عن مكان وموعد القمة، ولم يستطع الإجابة عما إذا كان ترامب سيناقش قضية حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، وهل هناك شروط إضافية من أجل عقد القمة؟ وحتى الآن- يقول «داوني»- لم يستطع «مايك بمبيو» مدير CIA ولا ستيفن مينشون وزير الخزانة توضيح كيف أن ترامب الذي قال قبل 6 أشهر أن وزير خارجيته يضيّع وقته في محاولة التفاوض مع كيم، يقفز الآن من أجل فرصة التفاوض مع الزعيم الكوري الشمالي. مدير CIA قال لبرنامج «واجه الأمة» على شبكة «إي. بي. سي»: "إن الإدارة الأميركية حصلت على ما هو أكثر مما حصلت أي إدارة سابقة"، وعلى حد قوله فإن الأمر يتعلق باتفاق مع كوريا الشمالية على وقف تجارب الأسلحة، ووقف برامج الصواريخ، قد يكون «بومبيو» على حق، إذا كان مضمون الاتفاق حقيقياً، لكن، تقرير لـ«ديفيد سنجر» في «نيويورك تايمز»، فإن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون كان قد توصل عام 1994 على اتفاق مشابه، لكن بيونج يانج لم تلتزم به. وحسب «داوني»، فإن وقوع مسؤول كبير مثل «مايك بمبيو» في هذا الخطأ، وعدم قدرة مسؤولين كبار في البيت الأبيض على تساؤلات مهمة أمر يثير القلق في ظل أي إدارة، فما بالك بإدارة يترأسها ترامب؟ وحسب الكاتب، ليس صعباً على إدارة طبيعية في البيت الأبيض تطوير وصياغة خطة معقولة يتم طرحها في القمة المرتقبة. فلطالما سعت القيادة الكورية الشمالية منذ سنوات لإجراء لقاءات مع رئيس أميركي، وهناك عشرات الخبراء الأميركيين القادرين على وضع إطار سريع لهذا اللقاء، لكن يمكن الاستعانة بمحرك البحث «جوجل» من أجل صياغة خطة معقولة وخلال ساعات قليلة، وبطريقة أفضل، مقارنة بقدرة الإدارة الأميركية على فعل الشيء ذاته خلا فترة تستغرق أيامَ! «كريستيان ساينس مونيتور» «فن الإصغاء في قمة ترامب -كيم».. هكذا عنونت «كريستيان ساينس مونيتور» افتتاحيتها يوم الجمعة الماضية، مستنتجة أن أميركا وكوريا الشمالية عززتا نقاط قوتهما وقدمتا تنازلات طفيفة لإجراء الترتيبات اللازمة للقمة المرتقبة بين كيم وترامب، الآن يحتاج كل منهما إلى تفاعل شخصي لبناء الثقة بينهما.. خطوة.. خطوة. تساؤلات عدة طرحتها الصحيفة، إلى أي مدى ستعمل الولايات المتحدة على إحياء الاقتصاد الكوري الشمالي المتهالك؟ وهل لدى كوريا الشمالية مخاوف من تنمر الصين على جيرانها؟ وهل تريد واشنطن تغيير النظام في بيونج يانج؟ وهل يقوم «كيم» بتضييع الوقت، ويسعى للحصول على تنازلات في مجال المساعدات؟ الاستعدادات الدبلوماسية ستقلل من حدة هذه التساؤلات، ووحدها الثقة المتبادلة بين ترامب وكيم هي القادرة على الدفع باتجاه نتائج ملموسة، والعالم كله سيرصد جيداً الطريقة التي سيُصغي بها كل منهما إلى الآخر. «واشنطن تايمز» بعبارة «أسبوع عظيم بالنسبة لترامب»، نشرت «واشنطن تايمز» يوم الأحد الماضي، افتتاحية، استهلتها بالقول إن الأسبوع الماضي كان جيداً بالنسبة للرئيس الأميركي، فالأخبار الاقتصادية جاءت بتطورات مذهلة، حيث رصدت إحصاءات مكتب العمل الأميركي أن إجمالي الوظائف الجديدة في فبراير الماضي بلغت 313 ألف وظيفة، ولم تتجاوز نسبة البطالة خلال الشهر ذاته حدود الـ4.1?، ووصلت نسبة البطالة بين الأفارقة والهيسبانك إلى أقل مستوياتها، ولا تزال معدلات التضخم تحت السيطرة. وإذا كانت نانسي بيلوسي زعيمة «الديمقراطيين» بمجلس النواب الأميركي تعتبر هذه المؤشرات مجرد «فتات» بسيط، فنحن نرحب بالمزيد منه. ترامب كان قد غرد مرحباً بالمزيد من الوظائف، وكتب على حسابه في تويتر تغريدة كرر فيها كلمة «وظائف» بأحرف كبيرة. وحاول الرئيس الأميركي خلال الأسبوع الماضي أيضاً طمأنة المنزعجين في بورصة «وول ستريت»، الذين أفصحوا عن مخاوفهم من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على واردات بلاده من الصُلب والألومينيوم، فترامب يرى أنه سيطبق استثناءات من هذه التعريفات على حلفاء الولايات المتحدة، وبما تكون الخطوة مجرد تكتيك ينتهجه ترامب في إطار «فن إبرام الصفقات». وتتساءل الصحيفة عما إذا كان فن إبرام الصفقات سيطال بناء القنبلة النووية الكورية الشمالية؟ «نيويورك تايمز» «نفوذ فلاديمير بوتين المسموم»، هكذا عنونت «نيويورك تايمز» أول من أمس افتتاحيتها، مشيرة إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية أعلنت يوم الاثنين الماضي نهاية الغموض حول الجريمة التي تعرض لها الجاسوس الروسي السابق «سيرجي سكريبال» الذي يعمل لصالح البريطانيين وابنته «يوليا»، حيث أثبتت التحقيقات تعرضهما للسم في منطقة «سالسبيري»، وأن الجريمة لم تكن مجرد محاولة سهلة للقتل، ومثل ما جرى عام 2006 عندما لقي الجاسوس الروسي السابق إلكسندر ليفتينينكو، والذي عمل لحساب البريطانيين، مصرعه بعد تعرضه للتسمم جراء مادة البولونيوم 210 المشعة، فإن الهجوم على «سكريبال» كان الهدف منه بث الرعب بين العامة قدر المستطاع، ويبدو أن هذا من بركات الرئيس الروسي، الذي لم يتلق سوى ضغوط محدودة من البريطانيين في قضية ليفتينينكو. وتوجيه اللوم لمن يقف وراء هذه الجريمة بدا أكثر وضوحاً، فالهجوم على بلد عضو في «الناتو» يتطلب رداً قوياً سواء من الحلف نفسه، أو من الولايات المتحدة الأميركية. بوتين كان قد تعرض لردود أفعال قوية على أمور أكثر بشاعة من المؤامرات المخيفة التي تم ارتكابها في بريطانيا، مثل هجوم القوات الروسية على أوكرانيا والمشاركة في الحرب السورية. وفي ظل الدعم المتنامي الذي يحصل عليه الرئيس الروسي من قوى أوروبية مستبدة، ينبغي ألا يتم تشجيعه على الاعتقاد بأنه قوته لا يمكن كبح جماحها. وإذا كان ترامب قد سمح لبوتين بالتدخل في السياسة الأميركية، فإنه يتعين على الرئيس الأميركي، ألا يتجاهل محاولة أخرى لقتل عدو لبوتين على أرض دولة حليفة مثل بريطانيا. إدارة ترامب بحاجة إلى تعزيز عقوبات على روسيا، كان الكونجرس قد فرضها، ويطالب حلف شمال الأطلسي بفرض المزيد منها، كحظر سفر الدائرة المقربة من بوتين، وفرض مزيد من القيود على إبرام الصفقات التجارية مع روسيا. مسؤولة الإعلام في إدارة ترامب أشارت إلى إن الولايات المتحدة تقف مع الحليف البريطاني، لكنها لم تشر إلى مسؤولية الروس عن عملية تسميم سكريبال وابنته. وحسب الصحيفة، فإن الروس يعرفون أن البريطانيين سيستطيعون تحيد العنصر السام المستخدم في الجريمة، وهو غاز الأعصاب، بما لا يدع مجالاً للشك في من يقف وراء الجريمة، وهذا يجعلها تثير صخباً مبالغاً فيه، وكان رد فعل «ديمتري كيسليوف»، أحد أكبر مروجي الدعاية الروسية في التلفزيون الروسي الحكومي، أن بريطانيا «قامت بتسميم سكريبال كي توفر لنفسها ذريعة تبرر بها مقاطعتها كأس العالم في كرة القدم الذي سيقام في روسيا في يونيو المقبل»، ويتساءل «كيسليوف»: هل تتحمل روسيا عناء ملاحقة عميل مزدوج لا قيمة له لدى الطرفين؟ خيارات التصعيد البريطاني مع الروسي قد تمتد من طرد بعض الدبلوماسيين الروس من المملكة المتحدة، مثلما فعلت لندن عام 2006 بعيد مقتل ليفتينينكو، أو فرض المزيد من العقوبات، المشكلة أن الروس لا ينزعجون من طرد دبلوماسييهم، العقوبات المحتملة لن تؤثر عليهم كثيراً في ظل موجة من العقوبات الغربية المفروضة عليهم منذ قيام موسكو بضم إقليم القرم.