يبقى الإنسان هو محور اهتمام القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهي تحرص على توفير كل أسباب الراحة والحياة الكريمة، ولا تفوت هذه القيادة الفريدة فرصة إلا وتستغلها من أجل إسعاد الناس وإدخال الفرحة على قلوبهم، وفي هذا السياق وبمناسبة حلول شهر رمضان المبارك جاء أمر صاحب السمو، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالإفراج عن 935 سجيناً ممن صدرت بحقهم أحكام في قضايا مختلفة، وتكفل سموه بتسديد الغرامات المالية التي ترتبت عليهم، تنفيذاً لتلك الأحكام. ولا شك أن هذا الأمر قد أدخل السرور على السجناء، حيث يأتي في إطار حرص صاحب السمو رئيس الدولة على إدخال البهجة والأمل إلى نفوس النزلاء وإعطائهم فرصة لبدء حياة جديدة، كما أنه يهدف إلى تخفيف معاناة أسرهم وعائلاتهم وأقربائهم، وبالتأكيد يهدف إلى إدخال السرور على المجتمع الذي يشعر بالطمأنينة وهو يرى بشكل يومي ما تقوم به القيادة الرشيدة لخدمته، واستعداده الدائم لعمل كل ما من شأنه أن يحقق له السعادة ويدخل السرور والبهجة على قلوب كل أبنائه. إن مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي تأتي في سياق سلسلة من المكرمات والمبادرات والسياسات المتواصلة التي تستهدف كأولوية إسعاد المواطنين، لها معانٍ ودلالات مهمة، فهي: أولاً، تظهر مدى حرص القيادة الرشيدة على أبناء الشعب جميعاً ومن كل الفئات، ومتابعتها لشؤون حياتهم، وهي تشعر وتتعامل معهم بأبوة يملؤها الحب والحنان والأمنيات بتحقيق الأفضل دائماً، وثانياً، تكشف عن الصفات النبيلة التي تتمتع بها قيادتنا الرشيدة، وتؤكد عمق البعد الإنساني في قراراتها وسياساتها ومواقفها وأوامرها ومبادراتها. فهذا القرار يتيح الفرصة لمن تم العفو عنهم للالتئام بأسرهم والاندماج في مجتمعهم مرة أخرى بما يشيع البهجة والأمل في نفوسهم. ومن هنا فإن هذا الأمر لا ينفصل عن المبادرات المتنوعة للقيادة الرشيدة، ممثلة في صاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله، التي تستهدف معالجة المشكلات التي تواجه أبناء الشعب من مواطنين ومقيمين، في مختلف المجالات، وإيجاد الحلول الناجعة لها، والمساعدة في تمكينهم من الانخراط بفاعلية في التطور والنهضة التي تشهدها الدولة، وثالثاً، تجسد روح العدالة والرحمة في أرقى معانيها النبيلة، بل إنها الصورة الناصعة لاحترام حقوق الإنسان وصون كرامته وحرياته الأساسية، وخاصة أنها جاءت بمناسبة جليلة وعظيمة لدى المسلمين وهي حلول شهر رمضان المبارك الذي ينتظرونه بفارغ الصبر وهم يطلبون من ربهم فيه العفو والغفران، ورابعاً، تبرهن على مدى نجاعة الفلسفة التي يقوم عليها مبدأ الثواب والعقاب في الدولة، وهو التقويم والإصلاح، لما لذلك من فائدة على المجتمع والدولة ويحقق لهما أعلى درجات الأمن والأمان الذي تحرص القيادة وكل أجهزة الدولة على توفيره بشكل دائم. فقد عودتنا هذه القيادة وهي تستلهم من الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كل قيم الخير والحب والعطاء، على أن مكان الرحمة والعفو والإنسانية يظل دائماً وأبداً فوق العدل والقضاء والقانون، وبخاصة نحو أبناء الشعب الوفي الذين يدعون الله عز وجل دائماً بأن يحفظ قائد هذه الدولة ذخراً للشعب والأمة والإنسانية جمعاء، بعد أن غمر أبناءه بفيض كرمه وسخاء عطائه، ليس آخرها هذه المبادرة الكريمة نحو السجناء لحفظ كرامتهم. لقد دأبت القيادة الرشيدة على إطلاق المبادرات والمكرمات الإنسانية في الأعياد والمناسبات الوطنية والدينية المختلفة، وهي تنطلق في ذلك من الحرص على ضمان مصالح أبناء الوطن جميعاً بكل فئاته، وعلى تحقيق الاستقرار المجتمعي والأسري في المجتمع، والحفاظ على وحدة نسيجه الوطني حتى يكون دائماً وأبداً جسداً واحداً، ويبقى «البيت متوحد» كما أرادته دائماً قيادتنا، وهي تبذل في سبيل إسعاده الغالي والنفيس. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية