تشهد القطاعات المختلفة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تطوراً مستمراً ونمواً مطرداً، ومن القطاعات الأكثر تسارعاً قطاع الطيران الذي شهد خلال السنوات القليلة الماضية حركة نشيطة ومعدلات نمو ربما تكون غير مسبوقة على مستوى المنطقة والعالم. وتتصدر الإمارات الدول العربية في الاستثمارات بقطاع الطيران، حيث تستحوذ على نحو 40% من حجم قطاع الطيران في العالم العربي. ورغم أهمية هذا القطاع والفرص الكبيرة التي يوفرها، ما زالت الاستثمارات الحكومية تشكل النصيب الأكبر منها، حيث تبلغ 90% من إجمالي الاستثمارات، بينما لا تزيد حصة القطاع الخاص عن 10%. ومع ذلك، فإن هذا القطاع واعد بكل المقاييس، وهناك توقعات بأن يشهد مزيداً من النمو، حيث تحرص الدولة على زيادة استثماراتها في هذا القطاع وتمكينه من أن يحافظ على استدامة النجاحات والإنجازات التي حققها، وذلك من خلال تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وجذب المزيد من الاستثمارات الجديدة للقطاع، بما يعود بالفائدة على جميع الأطراف وعلى الاقتصاد الوطني بوجه عام. وقد توقعت الهيئة العامة للطيران المدني، ارتفاع حجم الاستثمارات فيه خلال العقدين المقبلين إلى تريليون درهم، أي من 85 مليار درهم حالياً، بالتزامن مع النمو المرتقب في الطلب على الاستثمار في هذا القطاع الذي يوفر فرصاً استثمارية ضخمة. ويمثل قطاع الطيران، أهمية كبرى في دولة الإمارات فهو من القطاعات الرئيسية للاقتصاد بعد النفط، ويشكل ركيزة أساسية لتحفيز النمو المستدام، وأصبحت شركات الطيران الإماراتية منافساً قوياً في الساحة العالمية، وزادت التوقعات المأمولة من هذا القطاع على المستويين المحلي والعالمي. وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة، الإمكانات التي تؤهلها للوصول إلى موقع ريادي إقليمياً وعالمياً في هذا المجال، من حيث امتلاكها لاثنين من أسرع خطوط الطيران نمواً في العالم، وهما اللذان يقدمان خدمات مميزة للمسافرين والمتعاملين، بالإضافة إلى الحرص الدائم على إبرام اتفاقيات ثنائية مع دول العالم لفتح آفاق جديدة للتشغيل، ما يمهد الطريق لمؤسسات النقل الجوي لدولة الإمارات وشركائها، لتوسعة نطاق التشغيل وتحرير تدفق حركة النقل الجوي من الدول الشريكة وإليها. وكذلك العمل المستمر على تطوير بنية تحتية، وفقاً لأعلى المعايير العالمية، فضلاً عن التخطيط لإنشاء مدينة متكاملة للطيران، ستكون الأولى من نوعها على مستوى العالم، وتكتمل تلك الحلقة المتصلة من الجهود، عن طريق تطوير قوة عاملة من الخبراء والكفاءات المهنية البارزة في هذا المجال. وبفضل كل هذه الحقائق والمعطيات والجهود، استطاع قطاع الطيران في دولة الإمارات، تسجيل نقلات نوعية خلال العقد الماضي، ليصبح اليوم ضمن الأسرع نمواً على مستوى العالم، برغم المنافسة الشديدة إقليمياً وعالمياً. فقد تمكّنت شركات الطيران الإماراتية من وضع بصماتها في السوق العالمية، حيث أصبحت من أهم المنافسين على الصعيد العالمي، ويرجع ذلك إلى أن الخدمات التي تقدمها، والأسعار التنافسية، ما يجعل المسافرين يُفضلون الشركات الإماراتية على غيرها. كما تبرز الإمارات أيضاً في مجال صناعة الطيران التي تشمل صيانة وإصلاح الطائرات وتصميماتها الداخلية، وهي صناعة في غاية الأهمية نظراً إلى أنها تتطلب الدقة والمهارة العالية، وتهدف الإمارات إلى تطوير هذا النوع من الصناعات المتطورة، وقد سبق أن حلت الإمارات في المركز الأول في منطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا في حجم سوق صيانة الطائرات. ويظل الاهتمام المتزايد بتنميته وتفعيل دوره، وفي ظل الإمكانات والقدرات الضخمة التي تتمتع بها الإمارات من بنية تحتية حديثة ومتطورة، فضلاً عن إقامة مشروعات التطوير الضخمة لمرافق القطاع، ما سيؤدي إلى بروز الدور الاستراتيجي لقطاع الطيران في الخطط المستقبلية، وسيكون للاستثمارات الضخمة والمتنامية المتوقعة، آثار إيجابية بارزة في الاقتصادي الوطني. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية