توفير الحياة الكريمة للمواطنين في دولة الإمارات العربية المتحدة أولوية قصوى؛ بل هو الهدف الذي يسعى الجميع وعلى مختلف المستويات داخل الدولة إلى تحقيقه وضمان استدامته؛ وتواصل قيادتنا الرشيدة تقديم مبادراتها بهدف تحسين نوعية حياة المواطنين ورفع مستوى معيشتهم وفق أعلى وأرقى المعايير العالمية، وأحدث هذه المبادرات، هي إعلان برنامج الشيخ زايد للإسكان اعتماد أسماء 707 مواطنين من مستحقي الدعم السكني، بقيمة 554 مليون درهم، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
وتندرج هذه المبادرة الكريمة ضمن سلسلة طويلة من المبادرات المماثلة التي تصب كلها في هدف واحد، هو توفير حياة عصرية كريمة للمواطن الإماراتي في كل مكان على أرض الوطن. وقد شهد «برنامج الشيخ زايد للإسكان» في السنوات الأخيرة مبادرات كثيرة سعى من خلالها القائمون عليه إلى تسهيل عملية حصول المواطن على السكن الملائم، وبمعايير عالمية.
ولا شك في أن التركيز على قطاع الإسكان من خلال مبادرات «برنامج الشيخ زايد للإسكان» وغيرها من البرامج، ينطوي على دلالات مهمة، من بينها؛ أولاً: أنه يجسد اهتمام القيادة الرشيدة بالمواطن، فكل ما تقوم به من أعمال وما تقدمه من مبادرات ومكرمات وغيرها الكثير من القرارات هدفه في النهاية راحة المواطن؛ فالمواطن هنا، كما تؤكد باستمرار قيادتنا الرشيدة، هو الأولوية والغاية؛ ولذلك تحرص القيادة على تسخير كل الإمكانات المتاحة وتعبئتها على النحو الأمثل من أجل سعادة المواطن. وثانياً: إنه يعبر عن رؤية تنموية عميقة وثاقبة نحو تحسين مستوى معيشة المواطن الإماراتي وتحقيق مزيد من الرفاهية والرخاء للمواطنين؛ لأن توفير السكن المناسب من أهم متطلبات الحياة المعيشية الكريمة وهو في الحقيقة أساس الاستقرار العائلي والمجتمعي؛ ومن ثم فإن وجود المسكن المناسب لكل المواطنين يمثل عنصراً محورياً في منظومة التنمية البشرية التي تعطيها دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية قصوى، ولذلك لا عجب أن تحتل الإمارات مواقع متقدمة في مؤشرات التنمية البشرية، وفقاً للتقارير الأممية التي تصدر في هذا الشأن سنوياً؛ ولا عجب أيضاً أن يكون شعب الإمارات من أسعد شعوب العالم. وثالثاً: إن الاهتمام الأساسي بموضوع توفير المسكن المناسب والمريح للمواطنين ينسجم تماماً مع استراتيجيات الدولة للتنمية الشاملة وفي مقدمتها «رؤية الإمارات 2021» التي تهدف إلى جعل الإمارات من أفضل الدول في العالم في الذكرى الخمسين لإنشائها، و«مئوية 2071» التي تهدف إلى أن تكون الإمارات أفضل دول العالم بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها.
لقد أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال ما تقوم به القيادة الرشيدة لصالح وخدمة الإنسان، وما حققته في هذا السياق من نجاحات فريدة؛ أنها بالفعل دولة رفاه اجتماعي من المستوى الأول؛ ففيها يشعر المرء ليس بالراحة فقط، ولكن بالطمأنينة على المستقبل أيضاً، كيف لا؟ وهو يحظى بقيادة ليس لها هم إلا إسعاده وضمان الحياة الكريمة للأجيال الحالية والقادمة.
 عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية