عندما يصل ارتفاع موج العاصفة إلى علو الحلقة في ملعب نظامي لكرة السلة، فإنها لم تعد مثل موجة مياه عادية، لاسيما عندما يبدو مثل سائل آسن يشبه جدار منيع آيل للسقوط، وبقوة كافية لرفع سيارات وتسوية أحياء بالأرض، ويترك من خلفه مشهد من الدمار الهائل. غير أن خبيرة الأرصاد الجوية «إريكا نافارو»، ظلّت هادئة بدرجة غير مقنعة عندما بدت قزمة أمام هذا الجدار السائل وفي خضم العاصفة المروّعة في برنامجها التلفزيوني الخاص بحالة الطقس، لكن سر هدوئها، هو أن الماء افتراضي، بينما بدت العاصفة على وشك ابتلاع «نافارو» تماماً.
وحذّرت خبيرة الأرصاد الجوية قائلة: «بمجرد أن يصل ارتفاع الموج إلى نطاق تسعة أقدام، فهذا سيناريو مهدد للحياة، وإذا وجدتم أنفسكم في مثل هذه الحالة، فعليكم الفرار».
وتشي الفيديوهات كذلك الذي قدمته «نافارو» في برنامجها، بمستقبل جديد في عالم التنبؤ بالأرصاد الجوية. وهذه الفيديوهات المعروفة باسم «تكنولوجيا الواقع المختلط»، تدمج بين رسومات جرافيك على شاشة خضراء مع بيانات تنبؤية آنية من وكالات مثل مركز الأعاصير الوطني. والنتيجة هي سيناريو افتراضي يتكشف من حول مذيعة في الاستوديو، ويغمر المكان بواقع مخيف، لكنه يسمح للمذيعة باصطحاب المشاهدين عبر واقع يحاكي أحدث تنبؤات الطقس.
وخلال الأسبوع الجاري، مع انتشار تحذيرات هبوب العاصفة قبالة ساحل كارولينا الشمالية، استخدمت قناة الطقس تلك التكنولوجيا لتوضح للمشاهدين كيف يمكن لتلك العاصفة أن تؤثر على أحد الأحياء في «أسوأ سيناريو محتمل».
وأعرب «مايكل بوتس»، نائب رئيس قسم التصميم في قناة الطقس، الذي يقود الفريق المسؤول عن محتوى «الواقع المختلط» الجديد، عن اعتقاده بأن هذه التكنولوجيا هي مستقبل تقديم توقعات الأرصاد الجوية. وأوضح أن الهدف إشراك المشاهدين بطريقة تفاعلية، على أن تظل الرسالة الأساسية متزنة بصورة لا لبس فيها.
وتابع «بوتس»: «إن مثل هذه المعلومات التي نحاول نقلها من شأنها إنقاذ حياة الناس، وأردنا أن نفعل ذلك بطريقة تستنفر ردوداً عميقة لدى المشاهدين»، لافتاً إلى أن زهاء نصف الوفيات الناجمة عن الأعاصير الاستوائية في الولايات المتحدة هي نتيجة الأمواج العاتية. وأضاف: «لذا، أردنا أن نرسم صورة واقعية للناس، ونريهم أن أي مكان في الولايات المتحدة يمكن أن يكون الحي الذي يعيشون فيه».
وقال «بوتس»: «إن الناس يستخدمون فيديوهات أمواج العاصفة التي أذاعتها القناة كأداة تحذير.

بيتر هولي
صحفي أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»