حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على إطلاق العديد من البرامج والمبادرات التي تؤسس لإيجاد قادة من شباب الإمارات، قادرين على استشراف المستقبل، الذي يتحقق باستباق التغيرات المتسارعة، ووضع حلول فاعلة وذكية يواجهون من خلالها التحديات التي تواجههم، وفق منهجية علمية ومدروسة من المرونة والإبداع والابتكار، يدعم كل ذلك وجود قيادة حكيمة تؤمن بالقادة الشباب، وتوليهم كل أشكال الدعم اللازم لمواكبة التطور والتحديث في المجالات كافة، وبما يسهم في تعزيز مكانة الدولة على خريطة التنافسية العالمية، في مؤشرات النمو والتنمية.
وإيماناً من قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة بدور القادة الشباب، وصقل مهاراتهم وتوظيف معارفهم، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في «تغريدة» لسموه عبر حسابه في «تويتر» البحث عن قادة «يحركون الجبال ويقودون التغيير ويصنعون المستقبل»، قائلاً سموه في مفردات ملؤها الإيجابية: «عندي وصفة من خلال تجربتي في القيادة والإدارة، القيادة فكر ودهاء، القيادة في الصبر والتعليم، القيادة في الممارسة، كلمة مستحيل ليست في قاموسنا بدولة الإمارات»، محفزاً سموه الشباب على الثبات والمثابرة والإصرار على تولي المركز الأول، والتغلب على التحديات، همتهم في السماء وطموحاتهم تعانق النجوم.
وتحت عنوان «كن جزءاً من النخبة»، أطلق مركز محمد بن راشد للقيادة برنامجاً يجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، للقادة الشباب، صُمّم وفقاً لأحدث الأساليب اللازمة لتطوير القيادات الوطنية، وتحديها ودفعها نحو استكشاف مدى إمكاناتها، فبحسب الفيديو الذي نشره سموه، في التغريدة نفسها، جاءت دعوة سموه بزيارة رابط مركز محمد بن راشد لإعداد القادة والمبادرة بالتسجيل بالبرنامج، الذي طُور محتواه بناءً على متطلبات الدولة في المرحلة المقبلة، بالتعاون مع أقوى الجامعات الدولية، وتوافر أحدث الدراسات في مجال القيادة.
إن الاهتمام بتفعيل الدور الملقى على عاتق القادة الشباب في قيادة التغيير نحو المستقبل، جعل القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة تدرك ضرورة تحلّي هؤلاء بمواصفات استثنائية، في التنوع والإشراك، والاستشراف الاستراتيجي، والمواطنة العالمية، والتفكير الريادي، وتحليّهم بالشغف والالتزام وخلق القيمة، والفضول والمرونة، لمواكبة التطورات التي يواجهها العالم الحديث، بتفكير إبداعي، وأساليب ابتكارية وريادية، ليكونوا الشركاء في تنمية الدولة وازدهارها، بما ينسجم مع قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله: «إن الذي يريد أن يبني دولة أو جيلاً أو أمة، لا بد أن يكون إيجابياً يستشرف المستقبل بعين من التفاؤل والثقة بالنجاح، فنحن في دولة الإمارات ننظر إليكم أنتم أيها الشباب عندما تقودون بلادكم إلى الأفضل والأحسن».
إن وصف دولة الإمارات العربية المتحدة بالدولة الشابة، باعتبار أن نسبة الشباب تصل إلى 50% من إجمالي السكان، جعل الشباب يحظون بثقة القيادة الحكيمة، التي سخرت جميع الإمكانات للارتقاء بهم، وتحقيق طموحاتهم، ليرتقوا بأنفسهم، ويصنعوا حاضراً مشرقاً ومستقبلاً أفضل لأنفسهم ووطنهم، بالتسلح بالعلم والمعرفة، وتطوير الذات، واكتساب المهارات التي تمكنهم من حسن الأداء، وتعزيز الهوية الوطنية وروح الانتماء لديهم، وتفعيل مشاركتهم الإيجابية في مختلف القطاعات، بما يعزز روح القيادة لديهم، انسجاماً مع قول الأب المؤسس، المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، «الشباب ثروة الوطن الحقيقية»، ورؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لجعل الشباب المواطنين مساهمين حقيقيين في جميع مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والإنتاجية والمعرفية.
*عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.