وأنت تقف في قلب المشهد الإماراتي، تجد نفسك أمام ملحمة تاريخية لا تتكرر في أي مكان أو أي تاريخ، هي ملحمة حب وعرفان لوطن يحمل على عاتقه إشراقة المستقبل، وشعب يكلل الحب بالتضحيات من أجل صون الحياض وردع من يسوم الحياة بالحقد والكراهية. تقف في قلب المشهد، وتعيش الزمن الإماراتي، وكأنك أمام صورة من إبداع فنان تجاوز حدود الفن العادي. تشاهد وتراقب، وتقع عيناك على أمثلة رائعة ونماذج تفوق الخيال، وعندما تعود إلى الواقع، وتقرأ التاريخ تجد أن هذا الشبل من ذاك الأسد، والإمارات تتناسل أباً عن جد ثم حفيد، والتتالي مستمر في إنجاب المدهشات من الأعمال والأفعال التي تبهر وتسر، وتجعل النفس مثل فراشة تحلق في بستان من متنوعات العطاء، تجعلك تعيش حالة من التحديق في عالم سحري لا يقاوم، تجعلك تتذوق طعم الحياة وأنت ترفع رأسك عالياً، ولا تنظر إلا إلى النجوم، لأن وطنك صار سماء واسعة، والناس فيها كواكب تدور من حولك وتضيئك، وتصبح أنت الحلم الذي لا تطفئه حركة الرياح في العالم، تصبح أنت الكلمة التي تكتب بحبر القلب، وتصبح أنت القصيدة التي لا تتخلى عن لحنها الأبدي. هذه الإمارات، تتشكل وعداً كونياً، وعهداً إنسانياً بأن تبقى دوماً منارة وقيثارة، وأن تهدي للعالم أروع الأمثلة في التجليات، والسير قدماً قيادة وشعباً، نحو الهدف الواحد، وتحقيق الطموحات كتفاً بكتف، ولا حدود للآمال، ولا مناطق محظورة للقدرات الإيجابية، وطاقة الفعل الفائق. الإمارات اليوم، تمضي على صهوة الوعي، متجاوزة حدود المكان والزمان، محققة مشروعها النهضوي والإنساني، بتجرد ومن دون تحيز لأمكنة أو أزمنة، هي تصبو إلى الأفق، هي مثل المحيط، شواطئها مفتوحة لكل سفن العطاء، وأمواجها لا تغرق إلا المراكب المضعضعة المنهكة برواسب التاريخ ونفاياته. الإمارات بالحب تفيض شوقاً لانسجام العالم وتآلفه وتعاضده، الإمارات بالوفاء تخيط قماشة العلاقة مع الآخر، الإمارات بالانتماء إلى الإنسان في كل مكان، تعيد صياغة الأفكار، وتكتب قصة الحياة من جديد، لأجل عالم جديد، لا تشوبه شائبة حقد ولا زبد الكراهية، الإمارات بالمعاني النبيلة تخوض معركة المصير ضد المهرولين إلى مستنقعات العدوانية، وبالآمال العريضة تبني جسور التواصل مع العالم بكل ثقة وثبات.