الجميل ليس في معرض باريس للكتاب وحسب، وإنما في تلك التظاهرة الإماراتية الرائعة، والتي حضرت بوهجها الثقافي فأصبحت علامة في أروقة المعرض، وذلك بفضل من الله، ومن ثم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة. فشكراً سمو القلب النابض للثقافة والمعرفة والحكمة، شكراً حين حضرت وحين أحضرت لباريس النور المضيء على ثقافة البحر، وأشعلت ثقافة صحراء الخليج، وبحثت في ثقافة العرب وآدابها، فكان النور في عاصمة النور. وتجلى كل ذلك بكتّاب وشعراء وباحثين وتشكيليين من الإمارات، وعدد من المثقفين العرب. وبدعوتك الكريمة أحدثوا تماساً جميلاً مع المفكرين الفرنسيين. هذه هي المعرفة الحقيقية، فالثقافة باتت عاملاً مهماً في ترجمة الصورة الحقيقية للحياة، وهي تجسد الفعل الحياتي اليومي، وتعكس المشهد الإنمائي والحضاري للدولة، لكون الثقافة رهن إشارة الذاكرة حين تستلهم منها الصورة الحق، وهو ما عبرت عنه تلك الندوات والفعاليات المشتركة بين اللغتين العربية والفرنسية، والتي جسّرت التفاهم بين حضارتين وثقافتين. لقد سبقت جهود لافتة في هذا الإطار، حين تمت ترجمت العديد من الإنتاج الأدبي العربي، في الرواية والقصة والشعر، إلى اللغة الفرنسية، ما جعل التفاهم قائماً على أساس متين. الشارقة الجميلة حضرت إلى باريس بابتسامتها المشرقة، وهي خير من يحضر وخير من يمثل الثقافة العربية، وبهذا العمل الدؤوب تستحق هذه المكانة التي رسمها لها صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وجعل ابتسامتها تضيء ثقافة أينما حضرت. ولا ننسى، في هذا السياق، الجهود الكبيرة التي حضّرت وأعدت لهذا الحدث. فشكراً الشيخة بدور القاسمي، فقد كتبتِ سطور النجاح، وأسهمت جهودك بدفع ثقافة الإمارات وكتّابها إلى ميدان جديد. وشكراً هيئة الشارقة للكتاب، فقد حققت جهودكم هذا الانتشار الثقافي الواسع. إننا نرى هذا المنجز الجميل وهو يشع مزيداً من النور على ثقافتنا، ويضعها بين التظاهرات الثقافية العالمية، ويوفّر لها عامل الحضور والمشاركة الراقية والثمينة. فشكراً لكل الأصدقاء والكتّاب والرموز في الثقافة والفنون، الذين وفدوا إلى عاصمة النور. لقد كانت أياما خرافية بمعنى الكلمة حين أسهم كل منا في هذا التلاقح الثقافي، ولا شك في أن هذه التجربة ستثمر الكثير من التجارب الإبداعية، وستضيف الكثير من الإبداعات في الكتابة والمسرح والفنون، والأجمل فإن هذه التظاهرة عرّفتنا على إبداعاتنا في عيون الآخرين.