في السابق، كان منتخب الاتحاد السوفييتي فريقاً قوياً حقق لقب النسخة الأولى لكأس أمم أوروبا عام 1960، كما حقق المركز الثاني 3 مرات، وعلى مر تاريخه تميز بالعديد من الأسماء التي لا تزال خالدة حتى يومنا هذا، هل سمعتم عن ليف ياشين الذي لم نعاصره، ولكن يقال إنه الأفضل في حراسة المرمى، وكذلك خليفته داساييف وبلوخين وبيلانوف وزافاروف والينيكوف، كل هؤلاء النجوم تركوا إرثاً كبيراً لا يزال باقياً حتى والمنتخب الذي كانوا يمثلونه لم يعد له أثر في الوجود. بعد تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، وانفصال الجمهوريات المستقلة، كان منتخب روسيا هو الوريث للمنتخب السابق، ولكنه لم ينجح أبداً، فلم يتأهل إلى كأس العالم 3 مرات، وودع من دور المجموعات في المرت الـ3 الأخرى التي تأهل خلالها، أما في كأس أوروبا، فكان أفضل إنجازاته الحصول على المركز الثالث عام 2008، بينما كان يخرج مبكراً من الدور الأول في كل المشاركات الأخرى، بل إنه في كأس القارات التي شارك بها العام الماضي كمستضيف فشل في عبور الدور الأول، بعد فوز يتيم على نيوزيلندا، وخسارتين أمام البرتغال والمكسيك. قبل انطلاقة المونديال الحالي الذي تستضيفه روسيا، لم يكن التفاؤل كبيراً بهذا المنتخب، خصوصاً أنه لا يضم نجوماً معروفين ناشطين في الدوريات الأوروبية الكبرى، وهناك لاعبون فقط في صفوف المنتخب يلعبون خارج روسيا، وهما الحارس جابولوف الذي يلعب في بلجيكا مع بروج، واللاعب تشيرشيف الذي يلعب ضمن صفوف فياريال الإسباني، أما البقية، فهم يتوزعون على فرق الدوري الروسي. كانت البداية مثيرة بالنسبة للمستضيف، وهو يحقق فوزاً عريضاً على السعودية بخماسية، وأتبعه بفوز ثان على مصر، وتأهل مبكر إلى الدور الثاني، وكانت الخسارة أمام أوروجواي في ختام مباريات المجموعة مفيدة للفريق في تخطي «طريق الموت» خلال المراحل الإقصائية، فكان طريقه أكثر سهولة من نظيره الأوروجوياني، وتمكن من إقصاء إسبانيا بركلات الترجيح، ويقابل اليوم كرواتيا في مباراة للذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في المونديال. لا زال الحلم الروسي مستمراً، والمغامرة تمضي كما هو مخطط لها، فلم يكن من اللائق أن يحضر المعازيم، ويغيب منظمو الحفل، وكم كان سيكون معيباً أن يودع أصحاب الأرض مبكراً، ولكن قدم اللاعبون الروس أكثر من المطلوب، وقد لا يكون الأداء ممتعاً للجماهير والمتابعين، ولكن التاريخ لا يعترف بالأداء والمتعة ولكنه ينحاز للفائزين.