يتساءل البعض، لماذا لا يصنع أفضل دوري في العالم.. منتخباً يوازي قوته، ولماذا رغم كل ما يفعله الإنجليز في عالم كرة القدم، وتحويلها إلى «بزنس» وصناعة، لم يتمكنوا من تشكيل قائمة ذهبية، تستطيع أن تفعل ما تريد في «المونديال»، أو بطولة «اليورو» على الأقل! كل العوامل مهيأة هناك لتحقيق كل شيء.. أقوى المدربين.. أفضل اللاعبين.. مسابقة مبرمجة وواضحة ومستويات فنية عالية جداً.. وعدد دقائق لعب فعلية تفوق كل الدوريات.. أكاديميات وفرق رافدة ومراحل سنية تلقى اهتماماً كبيراً.. ولكن حين تنظر إلى قائمة المنتخب لا تجد الأسماء الكبيرة من ضمنهم! فلماذا لم يستغل الإنجليز كل هذه النجاحات في دوريهم، وأنديتهم ويحولوها إلى عوامل لمصلحة منتخب «الأسود الثلاثة»، فكل القوانين واللوائح تسمح لأن يلعب أي فريق إنجليزي، من دون حتى لاعب واحد محلي، فالأندية من حقها أن تتعاقد مع عدد معين من الأجانب، شرط أن يكونوا خارج دائرة الاتحاد الأوروبي.. وأما من يحمل جنسية الدول التي تمثل هذا الاتحاد فهو يعتبر لاعباً مواطناً! إيطاليا تملك دورياً قوياً وفازت.. إسبانيا فعلت نفس الأمر، وكذلك الألمان، ونفس الأمر انطبق على فرنسا! ولكن من يدير اللعبة هناك لا يهمه نتائج المنتخب المحلي.. و«البزنس» والعوامل التي تجعل الدوري الممتاز، هو الأكثر متابعة والأكثر دخلاً.. وهذا الكم الكبير من النجوم والأسماء الرنانة التي لا يملك الإنجليز منهم سوى 5%، إن لم يكونوا أقل، أكثر أهمية من نجاحات منتخبهم! مانشستر يونايتد والسيتي وتشيلسي والآرسنال وليفربول، لم يتجاوز مجموع لاعبيهم في قائمة المنتخب عن 11 لاعباً، والبقية جاؤوا من توتنهام وواتفورد وليستر وبيرنلي! عكس المنتخب الإسباني الذي كانت تشكيلته تشمل لاعبي الأندية الكبيرة الثلاثة ريال مدريد وبرشلونة وأتليتكو مدريد.. والبقية مجرد متفرجين في قائمة الاحتياط! المال وقوة الدوري والسمعة واستمرار المتابعة الواسعة والشغف من كل أنحاء العالم والأرباح الخيالية التي تتلقاها الرابطة الإنجليزية، كلها أسباب منطقية بالنسبة لهم في استمرار الوضع على ما هو عليه، حتى أصبح منتخب بلادهم ضيف شرف في المنافسات الخارجية! المدربون الذين يقودون المنتخب الإنجليزي يعانون من البرمجة التي لا تتغير ومن أيام «البوكس داي»، ومن ضغط المباريات، وعدم وجود فترة راحة في الشتاء.. ولكن هيهات لا شيء سيتغير هناك.. الدوري أهم وعلى الاتحاد الانجليزي الذي لا يستطيع أن يتدخل في مسابقة الدوري، عليه فقط أن ينصاع ويتقبل ويبرمج نفسه على هذه الظروف! كلمة أخيرة كرة القدم أصبحت صناعة.. لا مكان للعواطف فيها!