كل العالم منشغل بالمونديال، ويتعلم من دروسه، ويستسقي تجارب الآخرين من خلاله.. إلا نحن، الاتحاد والأندية مشغولون بأمر آخر.. وكأن كرتنا من كوكب آخر! معدل المباريات في أغلب دوريات العالم التي تمارس كرة قدم حقيقية، وصل إلى 58 مباراة وربما 54 مباراة ،وأحياناً 46، وعندنا نحن وصلنا إلى 26 و20 مباراة للاعبين دوليين لعبوا للمنتخب، ولمسابقات محلية ولدوري الأبطال أيضاً! أغلب من في الأندية يفهمون في الإدارة.. ولكنهم لا يطبقون النظام الوظيفي على المحترفين في مهنة كرة القدم، أعرف لاعباً بعد أن ركب الطائرة، وسافر ووصل إلى وجهته الأوروبية، أرسل «واتساب» للإداري، وقال أنا سافرت لأني لم أثق بتقرير طبيب النادي.. فهل هناك موظف يستطيع أن يسافر ويغادر ويتوقف عن العمل من دون إذن جهة عمله؟.. وهل هناك دائرة حكومية أو خاصة، أو حتى بقالة يمكن أن تقبل بقيام موظف بهذا التصرف، بالطبع لا!!.. ولكن في بعض أنديتنا كل شيء جائز! المشكلة ليست في اللاعبين، ولا في عقليتهم، وأرفض اتهامهم بالجشع، وأنا ضد هذه الألفاظ التي توجه نحوهم، المشكلة في بعض أنديتنا.. التي تعطي رواتب، ومع ذلك تدفع مكافآت فوز في مباراة دوري، وبعد سنين، اكتشفت أن هذه الطريقة غير معمول بها إلا هنا، فكيف تعطي راتباً وتعطي مكافأة لمباراة عادية.. يقول أحد المسؤولين المكافأة مهمة للتحفيز، إذن الراتب لماذا، وعلى ماذا.. الراتب هو المحفز الأساسي للعمل والبقية مجرد كماليات! اليوم غالبية الأندية شبه مفلسة، أو «الصنبور» بدأ بالتوقف.. والحل يظنه البعض بالسقف المهزوز القابل للاختراق والتلاعب في أي لحظة، وفي السعودية التي عادت للتو من المونديال، حين أراد اتحاد الكرة هناك إيقاف التضخم لم يطوّل «السالفة»، ولم يجتمع مع الأندية، ولم يشاور «بوفلان» و«بوعلان».. أعلن من دون سابق إنذار.. خصم 50% من رواتب اللاعبين، وتخصصيها لتطوير الأندية، أما نحن وعلى الرغم من أنه بقي 24 ساعة على فتح باب الانتقالات، فإن «المفتي» لم يقرر بعد كيف ستتعامل الأندية مع عقودها الجديدة! الكل متفق على ضرورة تقنين العقود، وإعادة مسارها إلى سكة جديدة وواقعية، إذا الجميع في صف واحد.. ولكن هل تعرفون أين الخلاف الخفي الدائر بين بعض رؤساء الشركات، المشكلة تكمن في أن الثقة بتطبيق سقف الرواتب بين الأندية معدومة، فالبعض يشعر أن هذا النادي لن يطبق قانون السقف على اللاعب الفلاني، والبعض الآخر يشعر أن ذاك النادي سيتحايل على القانون، لدرجة أن الاتحاد الكرة أصدر ميثاقاً للشرف بين الأندية! كلمة أخيرة شتان ما بين قائد صاحب قراره.. وما بين رئيس تخصصه استشارة!