من حق الرئيسة الكرواتية كوليندا جرابار أن تواصل الرقص، احتفالاً بتأهل منتخب بلادها «التاريخي» لنهائي المونديال للمرة الأولى في التاريخ، متجاوزاً إنجازه في مونديال 1998، عندما تقابل مع فرنسا «صاحب الضيافة» في نصف النهائي، وتقدموا بهدف دافور سوكر، ولكن «الديوك» نجحوا في قلب النتيجة، وصعدوا للنهائي بالفوز بهدفين لهدف! ولأنهم قوم يستوعبون دروس الماضي، لم يسمحوا للإنجليز بحرمانهم من إبهار العالم بالتأهل للنهائي، بعد أن قلبوا النتيجة، وحولوا تأخرهم بهدف إلى فوز مثير في الشوط الإضافي الثاني بهدف «الرائع» ماندزوكيتش، برغم معاناته من الإصابة! ويحسب للمنتخب الذي «كروت» الجميع أنه حقق إنجازه الاستثنائي، بعد جهد بدني رهيب، إثر أدائه آخر 3 مباريات بعد أشواط إضافية، وكاد ذلك يضع المنتخب الكرواتي في أصعب موقف، بعد أن باغته المنتخب الإنجليزي بهدف في الدقائق الأولى للمباراة، ما فرض على الفريق أن يضاعف الجهد، من أجل تعديل النتيجة، ولم يتحقق له ذلك إلا في منتصف الشوط الثاني الذي سيطر عليه الكروات سيطرة شبه كاملة، بينما ارتكب الإنجليز خطأ استراتيجياً، عندما تكتلوا للدفاع، وتفننوا في إضاعة الوقت، سعياً للوصول إلى الأشواط الإضافية التي يمكن أن ترجح كفتهم، أملاً في انهيار قوى الكروات في الوقت الحاسم، ولكن خبرة المنتخب الكرواتي كانت لها الكلمة الفصل في نهاية المطاف. وبرغم خروج الإنجليز وانحصار أملهم في الفوز بالمركز الثالث على حساب البلجيك غداً «السبت»، إلا أن الفريق بقيادة مدربه الشاب ساوثجيت نال احترام العالم، عندما قدم تشكيله شابة أقنعت الجميع بالقدرة على استعادة هيبة الكرة الإنجليزية، وإذا كان شعار «لتعد كرة القدم إلى مهدها»، قد ذهب أدراج الرياح بعد وداع المونديال، فإن الفرصة لا تزال مواتية أمام الجيل الحالي بقيادة هاري كين، لتحقيق الإنجاز الذي ينتظره الإنجليز منذ 52 عاماً! ××× سؤال يحيرني، كيف لدولة مثل الصين عددها مليار و376 مليون تفشل في التأهل إلى نهائيات المونديال، بينما تتأهل آيسلندا التي لا يزيد عدد مواطنيها عن 300 ألف نسمة، ودولة مثل كرواتيا عدد سكانها نحو 4 ملايين نسمة، تصل إلى النهائيات متجاوزة اليونان في الملحق الأوروبي، ثم تصعد لنهائي المونديال، بالعلامة الكاملة، دون أن تخسر مباراة واحدة! ××× ستكون مباراة المركز الثالث بين إنجلترا وبلجيكا تكراراً لمواجهة الفريقين في المجموعة السابعة لدور المجموعات، وفازت بلجيكا وقتئذٍ بهدف للاشيء! ×××× «إمبراطورية إتش» لا تزال تتصدر المشهد في المونديال الروسي، ومن يدري فربما واصلت التألق، وعاد الكروات إلى زغرب باللقب المونديالي الكبير؟