كان حلماً وكان كابوساً.. كان رائعاً وكان بائساً.. كان يحمل كل التناقضات.. حمل الضحكة وذرف الدموع.. حمل الفرحة ولحظات الانكسار! هو كالحياة.. كل شيء يمكن تراه.. فهو ليس ملعباً للتباري.. وهو ليس كرة يجري خلفها اللاعبون.. هو كل شيء يمكن أن تراه في حياتك! حين تعيش المونديال فإنك تعيش ثقافات الأمم معها.. وحين تعيش المونديال فإنك تعيش حياة الدول معها.. ترى فيها أبطال فوق المنصات، وآخرين على دكة الاحتياط.. ترى فيها نجوماً يقارعون بأخبارهم وتفاعلهم أكثر السياسيين تأثيراً في العالم.. فكرة القدم اليوم تمثل كل الشعوب! في هذا المونديال تحطمت الكثير من الثوابت.. وانهارت العديد من الأركان التي تعودنا أن تبقى راسخة.. ألمانيا تغادر.. البرازيل تهزم مبكراً.. الأرجنتين لا حول لها ولا قوة! ولكن حافظت فرنسا على «برستيج» الكبار ومنعت المفاجآت وأقفلت الباب أمام الضيوف.. هزموا الكروات وأثبتوا أنهم المدرسة الراسخة في كرة القدم وأنها تحمل أسلوبها المتفرد في المونديال.. فازت في مونديال 1998.. وخسرت في نهائي مونديال 2006.. وها هي تعود اليوم بطلة لكأس العالم وسيدة للكرة وجوهرة على تاج المونديال! فرنسا بمدرستها العريقة بأكاديمياتها الممتدة في كل مكان بأسلوبها في تكوين اللاعب.. بطريقتها في صناعة النجوم.. تعود اليوم إلى القمة بلاعبين من جنسيات مختلفة.. وبفريق يحمل أعراقاً مختلفة.. شكلوا منتخباً موحداً خلف العلم الفرنسي.. لتصبح اليوم عظيمة في عالم الكرة. شكراً لروسيا الرائعة.. شكراً لكل من صنع المتعة في هذا المونديال.. شكراً لكرواتيا التي ضربت التوقعات وغيرت الواقع وكانت قريبة من القمة.. عشنا شهراً رائعاً.. عشنا أياماً مثيرة.. فهي أجمل شهر في كل أربع سنوات! كلمة أخيرة وداعاً للأيام الجميلة.. أهلاً بالصيف!