فئة كبيرة من الناس هذه الأيام لا يعرفون الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم، ولا يملكون فكرة عن رجل سبق زمانه بسنوات طويلة، كان يتحدث عن أمور أشبه بالطلاسم والألغاز حينذاك، واليوم بدأنا في تطبيقها، الذين يجهلونه لا يعلمون أي كاريزما كان يمتلكها، وأي فكر وأي بعد نظر، واسألوا أي نصراوي عنه، لا يعرف قيمته أحد في الدنيا أكثر من جماهير النصر. الشيخ مانع بن خليفة هو أحد رموز رياضة الإمارات، وثالث رؤساء اتحاد الكرة، وصاحب فكرة إقامة كأس رئيس الدولة، وهو قائد نصراوي عاشت القلعة الزرقاء في أيامه أروع فتراتها الذهبية، وجعل من النصر في السبعينات أشبه بنموذج نادٍ أوروبي في قلب دبي، وبالأمس أرسل لي عبدالمحسن الدوسري الأمين العام المساعد للشؤون الرياضية في الهيئة مقابلة أجرتها جريدة الأنباء الكويتية مع الشيخ مانع عام 1979، ونشرتها مجلة أخبار دبي، تضمنت العديد من المحاور التي تؤكد العقلية الفذة التي كان يتمتع بها. في المقابلة يقول الشيخ مانع: أسباب عدم تطور منتخبنا هو تفضيل الأندية لمصلحتها الشخصية على المصلحة العامة، وكأنه يتحدث عن هذا الزمن فلا زالت مشكلتنا في تضارب المصالح، ولا زالت الأندية تعمل وتدبر في معزل عن المنتخبات، ولا زالت تفكر بنفس المنطق حتى يومنا هذا، رغم أن الجميع ينادي بالمصلحة العامة ويهتفون بأن لا صوت يعلو فوق صوت منتخب الوطن، ولكن المشكلة أن القوم في السر غير القوم في العلن. يقول الشيخ مانع أيضاً: المدرسة هي أساس الرياضة، ومن الضروري أن نهتم بنشر الرياضة في المدارس، قبل أن نطلب ذلك من الأندية، واليوم لا يختلف الحديث كثيراً، فقد بحت الأصوات وهي تنادي بأن اكتشاف المواهب يبدأ من المدرسة، وأن حجر أساس مشروع إعداد الأبطال، يجب أن يتم وضعه في ساحات الرياضة المدرسية قبل أي مكان آخر. كما تحدث الشيخ مانع عن الاحتراف قائلاً: نظام الاحتراف في كرة القدم أكثر جدوى لتطوير اللعبة وتقدمها، ونادي النصر يطبق الاحتراف منذ 3 سنوات ويدفع رواتب للاعبين»، هذا الحديث قاله الشيخ مانع قبل أكثر من 38 عاماً، ونحن طبقنا الاحتراف قبل سنوات قليلة، ولا زلنا متعثرين فيه، لا زلنا متخبطين، لا زلنا تائهين، ننام على احتراف وهمي، ونصحو على حلم ضائع، مشكلتنا اليوم أنه ليس بيننا من يملك فكر الشيخ مانع.