قرار لجنة الانضباط بتغريم عيسى الذباحي رئيس مجلس إدارة اتحاد كلباء 100 ألف درهم على خلفية تصريحاته ضد اتحاد الكرة ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير، فلطالما تم تغريم مسؤولين قبله والمخالفة هي حرية التعبير، وبما أن التصريحات المذكورة كانت عبارة عن 1000 كلمة، يتضح لنا أن الكلمة الواحدة تم تسعيرها بـ 100 درهم، وياله من رقم، فحتى شعراء الأغنية لا تباع كلماتهم بهذا السعر ولا روايات الأدباء، كم أنت كبير يا ابن مدينة كلباء. نحن في حيرة، لا نعرف أي قاموس اعتمدت عليه لجنة الانضباط في تصنيف التصريحات، ومن هو النابغة اللغوي الذي قام بتحليلها وفك طلاسمها ووضعها في خانة المسيئة، أم أن العملية ليست سوى ارتجالية واجتهاد، فلجنة الانضباط رغم استقلاليتها تبقى إحدى لجان الاتحاد، والقاضي في هذه الحالة يسكن ويأكل ويشرب في بيت الجلاد. عندما أقول إنك «خربت» كرتنا، ولا تصلح لإدارة اللعبة، وفشلت في المهمة، ولجانك غير فعالة، وليس لديك استراتيجية وتدير الأمور «بالواتساب» وبطريقة فردية وما زلت تدفع فواتيرك الانتخابية، والأعضاء همهم التصوير وليس التطوير، هل يعني هذا أنني أسأت؟ أليست حقائق؟ أليس هذا هو الكلام المتداول بين الناس، ألا تتابعون وسائل التواصل الاجتماعي؟ كلكم لديكم حسابات في «تويتر»، هناك يقال نفس ما قاله الذباحي لا بل أكثر. بما إنكم فتحتم الباب «خلونا نتحاسب»، ولنتعرف إلى رأي لجنة الانضباط في مخالفات الاتحاد، فكم غرامة الفشل في تصفيات كأس العالم وهدم مشروع وحلم وطن، وكم غرامة فشل التعامل مع ملف مهدي وعدم التعاقد مع مدرب بديل لمدة 43 يوماً؟ وكم غرامة فشل المنتخب الأولمبي وإجباره على خوض التصفيات في حرارة بلغت 44 درجة، وكم غرامة فشل التعامل مع ملف مجموعة منتخبنا للناشئين وغرامة الوعود التي لم تنجز، احسبوها بطريقتكم، واخصموا منها 100 ألف غرامة الذباحي، و60 ألف غرامة الفعل غير الأخلاقي، واخصموا بقية الغرامات «وهاتوا الباقي». بحثت في تصريحات الذباحي عن كلمة مسيئة أو لفظ غير لائق، فلم أجد، مخالفته الوحيدة كانت حرية التعبير وسرد الحقائق، إذن الهدف ليس الإصلاح ولكن تكميم الأفواه، وإسكات المنتقدين، فحمدت الله أن لا سلطة للجان الاتحاد القضائية على وسائل الإعلام، وإلا فإن قياساً على ما كتبناه وقلناه طوال الفترة الماضية لن تكون غرامتنا أقل من السجن المؤبد أو الإعدام.