لا أدري لماذا نستغرب من فضائح قطر الرياضية؟ فالذي يخون أمة ويجر عليها الويلات، والنكبات، والكبوات، والعقبات، وقد مات ضميره، وواراه التراب، وسار في الأرض بلا وعي، ولا قيمة، ولا شيمة، ولا مبدأ يحكم خطواته وتصرفاته، فلن يتورع أبداً أن يزيف صورته في كل ما يصبو إليه من طموح، وجموح، فهذا الكائن أعمى، فلا عين له تبصر ولا عقل له يدبر، هو هكذا مخلوق مشوه، يسف، ويستخف، ويلف ويلتف، ولا يكف عن فعل المنكرات من القول والفعل، إنه كائن نذر نفسه لإشاعة الخبث، والحنث، والرجس والنحس قطر هي هكذا، تقاد ببوصلة مشروخة، وشراع مزقته ريح الغوغاء والشعواء، والعشواء فبدت في محيطها أرنباً جباناً، تلاحقه مشاعر الخوف من الضآلة، والذعر من التلاشي، الأمر الذي يجعل منها قشة تقذفها عواصف الرغبة في التسلق على أكتاف الكذب والهراء والأهواء، والافتراء، والصعود إلى الهاوية بقلب مثل جلد خروف نافق، فتنافق وتسابق الريح كي تحقق ما تصورته من أكاذيب، وما لفقته من أوهام، وما لفتها من خيالات عصابية، وما قذفته إليها مياه العنجهية من نشارة أفكار بائسة، يائسة، تضر ولا تنفع، تكر ولا تشفع، ولكن الذين خدعتهم نفوسهم المريضة يصرون على الغي ويمضون في طريق الشطط، والغلط، واللغط، وهم يبرزون أنياب الضواري، ويعتقدون أنهم حققوا انتصاراً عظيماً، وهم في نهاية الأمر، لم يقبضوا سوى الفراغ المرير ولم يسكنوا إلا مناطق اللغو، ويستقروا في القاع السحيق، ولم ينالوا سوى الضياع، بعد أن انصاعوا لإغراءات شياطين الإنس الذين استغلوا سذاجة حكام قطر، وبطشهم وطيشهم، فأحكموا القبضة على مراهقي السياسة، وصاروا يلاعبونهم بشعارات فضفاضة، أشبه بطبول جوفاء، أو صرخات خرقاء، وبذلك اجتمع الأعمى بالأصم، ودارت رحى التصفيق في خلاء صحراء سياسية خاوية، وبلا معنى، وأصبحت قطر في مهب أفكار باطنية، عدوانية هدفها الزلزلة، والخلخلة، والقلقلة، وإبادة كل ما هو حي على الأرض العربية، عندما التقت الأوهام التاريخية لدول لم تكن يوماً للعروبة سوى الكره، مع طفولة سياسية تشربها تميم ومن والاه من أعراب الحقد والكراهية، اليوم عندما تقوم قطر بعملياتها السوداء، لاستضافة مونديال 2022، فالأمر لا يدعو للدهشة أبداً، لأن من يرتكب الكبائر، لن يثنيه شيء في ارتكاب الصغائر.
فهذه سنة من باع الضمير في ملاعب القمار السياسية.