اليوم تنهض الإمارات بالعقل، وتمسك بمصباح التنوير بكل ثقة وثبات، وتدخل غرف العالم لتضيء الزوايا والنوايا، وعلى أعنة الأحلام الزاهية ترفع خطابها العدلي، مفعمة بالحب، ملهمة بالصدق، مكتملة بالقناعة بأن لا طريق إلا طريق الحقيقة الناصعة التي تؤدي بأصحابها إلى مناطق الخير والنماء، واحترام الآخر لها.
اليوم الإمارات بفضل قيادتها الرشيدة تأخذ على عاتقها مسؤولية الريادة في مجال الوعي الواسع والفكر المستنير، والعقل الذي يأخذ مكان النهر في إرواء الحقل البشري، واحتضان أغصانه بكل الود والحنان، أجل العالم اليوم بحاجة إلى كمية وافرة من الحنان، بعدما جففت منابعه سيوف الشر، وأجهضت أحلامه، وروعت أيامه، وذهبت بخياله إلى مستنقعات البؤس واليأس، وأطاحت طموحاته، وهيضت تطلعاته، واختزلت مشاعر الناس في كومة أحزان تاريخية صاغ قصصها شذاذ ومخرفون، وبقايا من سحرة فرعون وهامان.
اليوم الدور يبقى معلقاً على كاهل المخلصين من أبناء الأمة، فهم المنوط بهم تحمل مسؤولية فضح الأكاذيب، وكبح جماح الضواري، وردع الأنعام الجانحة، وإعادة الدين إلى مكانه الصحيح، كي يأخذ دورة في تكريس الواقع الإنساني الصحيح، وبعث الروح من جديد في جسد الإنسان العربي، الذي هشمت مشاعره بفعل أصحاب المخالب الطويلة، ليمضي إلى العالم بوجه ناصع لا تشوبه شائبة الخراب، واليباب، والعذاب، وليتحدث بلسان عربي غير ذي عوج، وليقول كلمته بلغة صافية غنية بالمحسنات البديعية، التي تطرب الأسماع، وتغني العقول، ومن دون تسريب، أو تهريب لمصطلحات ما أنزل الله بها من سلطان.
الإمارات اليوم تأخذ بهذا المنطق، وتذهب إلى الناس أجمعين، من دون تفريق، وتحدثهم بلغة الدين الحنيف، والحصيف، وسفراؤنا في بلاد الدنيا الواسعة، هم رجال الحقيقة الدامغة، هم وجهنا من دون غضون، أو تجاعيد هم عيوننا التي ترى العالم من دون غشاوة، هم قلوبنا الممتلئة بالحب إلى كل الناس والأجناس، هم يحملون الشعلة، سنبلة النماء، والإثراء، ويلبسون مشاعر الشعوب في أطراف الأرض، سندس الشفافية، وإستبرق الحيوية.
سفراؤنا في دول العالم هم كتاب الإمارات المفتوح، يقرأه القاصي والداني من دون لعثمة، أو تأتأة، ومنه وفيه تكمن سجية أهل بلادنا، وفطنتهم في التعاطي مع الآخر، بقلب محب وروح متعافية من كل ما يرهق أو يزهق، أو ينهق، أو ينعق، أو يطرق أبواب المجهول.