منذ 6 أشهر أعلنت لجنة دوري المحترفين أن الدوري سينطلق في نهاية شهر أغسطس، لم نسمع حينها أي اعتراضات، لم ينتقد أحد، مر الأمر مرور الكرام، ومرت الأيام، وجاء الموعد المحدد، انطلق دوري المحترفين، فتفاجأت إدارات الأندية، بأن الجو حار جداً لا يطاق، وكأنهم لا يعرفون أحوال الطقس في هذه الفترة من السنة، بدأت الاحتجاجات لتطال التوقيت، وصعوبة إقامة المباريات في هذه الأجواء الحارة، واصفة الأمر بالوضع الخطير، «الله بالخير».
هذا بعض مما يحدث هنا، وعلى سبيل المثال، فقبل اجتماع الجمعية العمومية بفترة طويلة، يتم إرسال اللوائح للأندية، لقراءتها والتدقيق عليها وإبداء الملاحظات، وفي يوم الاجتماع يكون ممثلو الأندية غاية في الإيجابية، ويتم التصويت بكل أريحية، والموافقة على إقرار اللائحة واعتمادها بالإجماع، وعند أول مشكلة، تنتقد بعض هذه الأندية اللوائح نفسها، وكأنها لم تكن هي نفسها التي صوتت عليها واعتمدت القرار، لينطبق عليها المثل القائل: «كلام الليل يمحوه النهار».
تعيش بعض أنديتنا حالة من الشيزوفرينيا الحادة، وتلك الأندية وبحكم مسؤوليتها كأعضاء في الجمعية العمومية، وهي التي تتحكم في بوصلة عمل الاتحادات، ومع ذلك فهي تتنازل طوعاً عن هذا الدور، وعندما تصاب بالضرر تخلع رداء المسؤولية، وتنسى أنها عضو أصيل في الجمعية العمومية، وتوجه سهام النقد في كل الاتجاهات، وفي حقيقة الأمر هي لا تنتقد أي جهة إلا بقدر ما تنتقد أدوارها المغيبة، وتضع نفسها بنفسها في قفص الاتهام.
هذا هو طقسنا الذي نعرفه منذ جئنا إلى هذه الدنيا، نعلم تماماً أن اللعب في أغسطس غير مناسب للاعبين، ومنفر للجماهير، وكان المطلوب من الأندية أن تعلن عن مواقفها واعتراضاتها في وقت مبكر، وتتواصل مع لجنة المحترفين، أما السكوت طوال الفترة الماضية فهو علامة القبول، والانتظار حتى اللحظة الأخيرة وانطلاقة المسابقة لإرسال إشارات الاعتراض والرفض لهذا الموعد، فهو دليل على أمر من اثنين، إما أن واقعنا معقد للغاية ومبهم، أو أنه رغم أن هذا هو صميم عملنا إلا أننا آخر من يعلم.
أما لجنة المحترفين، فهي كانت أمام الكثير من الخيارات، أحلاها وهو اللعب في نهاية أغسطس شديد المرارة، بحكم كثرة الأنشطة، وازدحام الأجندة، ولكن لا أدري ما هو المانع من إقامة كل المباريات بعد صلاة المغرب، حيث تقل درجات الحرارة نسبياً، ويتحسن الطقس، فلا أقسى من صافرة مباراة تنطلق تحت لهيب شمس أغسطس.