كيف بإمكانك أن تدير وأنت لا تعرف أو لا تدرك.. كيف ننشد التطوير ونحن أصلاً لم نتفق على ما نريد تطويره.. كيف تظل بعباءة الماضي بينما «تطنطن» بالرؤية المستقبلية والإنجازات التي تتطلع إليها والمضي للأمام.
ما يحدث في اتحاد الكرة أقل ما يوصف به العبث، والمحزن المبكي، أننا اكتشفنا أن الخطأ متراكم، وأن الاتحاد الذي أطلق دوري المحترفين، منذ عقد من الزمن، نسي أنه دخل عالم المحترفين، وواصل التعامل باللائحة القديمة.. لائحة الهواية، وظلت الأمور تمضي دون أن يفطن أحد، فلما فطنوا أو فهمنا وقعنا «في الفخ»، واكتشفنا أن قرعة الكأس التي جرت أمس الأول باطلة، وأن كل قرعة مضت قبلها كانت باطلة.
أحياناً وأنت تتابع مثل هذه القضايا العبثية، تغزوك مشاعر فوق احتمالك، تبدو مثل بركان يمر بداخلك، فإذا ما أردت أن تكتب لم تجد من الكلمات ما يشفي غليلك.. هذا ما حدث معي بالضبط.. بالله عليكم.. كل تلك الورش والمؤتمرات والجمعيات العمومية والخبراء من هنا ومن هناك، وكل التصريحات والأحلام الوردية، وأنتم لم تقرؤوا النصوص ولم تطوروها.. عشر سنوات في الاحتراف بالتمام والكمال، ورغم ذلك تنسون أننا أطلقنا دوري المحترفين، وتتعاملون بلائحة قديمة وضعتها لجنة مؤقتة عام 2003، وتجعلون بطل المحترفين هو بطل الهواة.. أي عبث هذا.. وأي أمل يرتجى منكم وأنتم لا تقرؤون ما بين أيديكم.
المسألة أكبر قطعاً من احتجاج ومن وضع بني ياس على رأس الجدول والعين في آخره.. المسألة أننا بهذا الشكل نعود كما نحن دوماً للمربعات الأولى التي تحمل الرقم «صفر».. وحتى إن احتج بني ياس أو غيره، وأعيد الجدول، فقد فتحتم باباً من الجدل والتشكيك، فهناك تسع بطولات مضت بُنيت على باطل، لا يجوز الاحتجاج عليها، لكنها بشكل أو بآخر سقطت من حسابات «الكمال».
الأزمة ليست في المادة الرابعة عشرة ولا في الفقرة «ج».. الأزمة فيمن يكتب ومن يقرأ ومن يدير.. الأزمة تبدو كفيلم كوميدي ممل.. الأزمة فيما قالوه دوماً عن تنقيح اللوائح وتطويرها، واكتشفنا أنهم أصلاً لم يقرؤوها ومن جاؤوا بهم ودفعوا لهم للتطوير لم يقرؤوا أيضاً لأنه لا أحد يحاسب ولا أحد مهتم.. يبدو أننا نحن فقط من يهتم.. نحن وأنت أيها المشجع الذي كنت تظن أنك وناديك في أيد «أمينة».
لا أدري كيف يتجاوز اتحاد الكرة هذه الأزمة، ولا ماذا تقول الجمعية العمومية إن اجتمعت ولا أدري كيف نصدق بعد اليوم ما يقولون عن التطوير، والأهم لا أدري حتى كيف يقرؤون ما نكتب إن كانوا أصلاً لا يقرؤون ما بين أيديهم.
وجاء بيان الأمس ليضاعف من مساحة الحيرة والدهشة علي الوجوه، لأنه لم يقدم أية حلول ولم يحمل حتى إشارة واحدة لتصحيح الخطأ وتعديل اللائحة سبب الأزمة، وكأن شيئاً لم يحدث !!
** كلمة أخيرة:
حتى العبث «بضاعة».. هناك من يتكسبون منها.