رفقاً بأنفسكم يا سادة.. وماذا إنْ خسرنا أمام ترينيداد وتوباجو، وماذا إنْ أحرزنا ثلاثة أهداف فقط في 12 مباراة، أحدها من ضربة جزاء، والثاني أمام منتخب من الصف الثاني.. هم أدرى منا.. هم يرون ما لا نرى، ويعلمون ما لا نعلم، وزاكيروني واتحاد الكرة، ومن حولهما يعرفون ما يفعلون، وسيحققون لنا في كأس آسيا ما نتمنى، فالبطولة على أرضنا، وليس في قوس الأمنيات لدينا متسع سوى أن نفوز بالبطولة.
وإذا كان زاكيروني متفائل بـ «الأبيض»، فأنا أيضاً متفائل بالإعداد وبخطة اللعب التي تنال استحسان الجميع، والتي تختلف عن طريقة اللعب في معظم الأندية، فاللاعبون والحمد لله، قادرون على التحول من هذه لتلك في لمح البصر.
متفائل بالدفاع الذي مني مرماه بستة أهداف من منتخبات كبيرة مثل تاهيتي وترينيداد، فالعبرة ليست بالأهداف التي تحرزها ولا التي تسجلها.. العبرة بالتعلم من الخطأ، حتى لو طال زمن التعلم.
متفائل لأن أخطاءنا والحمد لله فردية وليست جماعية، حتى وإنْ كان كل هؤلاء الأفراد هم قوام المجموع، ولأن الأهداف التي دخلت مرمانا جاءت من الأطراف، وليست من العمق، وهو إنجاز لو تعلمون عظيم.
متفائل لأن زاكيروني بات يستخدم مفرداتنا، فيطالبنا بالصبر باعتباره «مفتاح الفرج».
متفائل لأن المنتخب حسب تأكيدات زاكيروني قد «هضم» الطريقة، وطالما أن «الهضم» قد حدث، فكل العمليات البيولوجية بعدها طبيعية.
متفائل بحرص اللاعبين وقتالهم وتأكيدهم أن قضيتهم هي المنتخب، ولا شيء غيره، ولا يفكرون في العقود ولا أنديتهم ولا مشكلة سقف الرواتب، فكل هذه الأمور لا وجود لها في هذه المرحلة الوطنية الفارقة.
متفائل باتحاد الكرة الذي يبهرنا كل يوم بالعمل الدؤوب والجاد، والذي يتشعب في جبهات عدة، ويسير بتناغم كبير، دون حدوث مشاكل أو أخطاء في تفسير اللوائح.. باختصار من يديرون بجدارة هم أنفسهم الذين يتابعون زاكيروني ويقيمون عمله، وبالتالي لا داعي للقلق على الإطلاق.
متفائل بردة فعل الجماهير التي تشيد، والأمور واضحة لها وترى بأم عينيها، كيف أن «الأبيض» استعاد هيبته.
متفائل بأننا ما زلنا في أول الطريق، رغم أن زاكيروني تسلم المنتخب منذ عشرة شهور تقريباً ولا يزال في بداية الطريق.. طبيعي أن أتفاءل بالتصحيح، وبيننا وبين البطولة أقل من 4 شهور.. فالعبرة دائماً ببداية الطريق، وبعدها كل شيء سهل.
متفائل بالمسؤولية الكبيرة باستضافة كأس آسيا، وأن كل كلامنا عن المنتخب، وهذا التفاعل في حد ذاته، قد يكون مع انطلاق البطولة، أكثر ورقة رابحة في أيدينا، تتكامل مع بقية الأوراق وتمضي بنا إلى ما نريد، وليس ضرورياً أن نرى الطريق.. المهم أن يراه اتحاد الكرة وزاكيروني.

كلمة أخيرة:
رسالة إلى جمهور المنتخب: وحدوا الدعاء للأبيض حتى كأس آسيا.. والله من وراء القصد